:سلام 4:
حذر باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية، من أن بعض أصناف البكتيريا المقاومة لعقار “الميثيسيللين”، وهو من المضادات الحيوية، قد تتسبب بإصابة الأطفال بالتهابات العضلات.
وأوضح الباحثون وهم علماء من كلية بايلر للطب في ولاية تكساس الأمريكية، أن البكتيريا المقاومة لعقار الميثيسيللين من نوع “العنقودية الذهبية” أو ما يعرف باسم “staphylococcus aureus “، او “مرسا” MRSA) ) قد تتسبب بإصابة الطفل بالتهاب العضلات. وتجد بكتيريا “العنقودية الذهبية” مرتعاً خصباً في المستشفيات وتودي بحياة مئات المرضى كل عام. وهي توجد عادة في الأنف والجلد. وتشق طريقها إلى الدم عبر الجراح الناجمة عن العمليات الجراحية أو عن طريق أنابيب نقل الدم أو التغذية إلى المرضى.
تعد بريطانيا ثاني أسوأ دولة من حيث انتشار هذه البكتيريا التي قد تفضي إلى الموت عبر تسميم الدم، بعد اليونان.
وكان الباحثون في الولايات المتحدة قد قاموا برصد عدد من الحالات التي راجعت مستشفى تكساس للأطفال خلال الفترة الواقعة ما بين العام 2000 والعام ،2005 حيث شملت عينة الدراسة خمسة وأربعين طفلاً، ممن تأكدت إصابتهم بالتهابات العضلات أو التهابات العضلات الصديدية، وقد بلغ متوسط عمر الفرد في العينة خمسة أعوام ونصف العام.
وتفيد نتائج الدراسة التي نشرتها دورية “الأمراض الخمجية السريرية” في إصدارها المبكر للخامس عشر من شهر أكتوبر/تشرين أول الجاري، بأن 8,57 في المائة من حالات الالتهابات قد تسببت بها بكتيريا “العنقودية الذهبية”.
وحسب الدراسة، فإن أغلب الحالات قد عانت من التهابات في عضلات منطقة الفخذ، حيث ظهرت في أربعين في المائة من الحالات، كما عانى ثمانية وعشرين في المائة من أفراد العينة من التهابات العضلات في منطقة الحوض.
ووفقاً لقول الباحثين فإن عدد الحالات بين الأطفال والتي عانت من التهابات العضلات الصديدية وغير الصديدية، كانت في تزايد خلال الفترة منذ العام 2000 وحتى العام 2005 وهي مدة الدراسة.
يشار إلى أن عقار “الميشيسيللين” يعد من المضادات الحيوية، والتي لم تعد تستخدم كعلاجات سريرية وإنما يقتصر استخدامها في الجانب التشخيصي، فهي تستعمل في المختبرات الطبية بهدف تحديد نوع البكتيريا المسببة للالتهاب عند المريض، من جهة مقاومتها للميثيسيللين، بهدف تحديد نوع العلاج.
ويتسبب هذا النوع من البكتيريا بالعديد من الالتهابات التي يسهل انتشارها في الأماكن المزحمة المغلقة مثل الأندية والصالات الرياضية ومراكز رياض الأطفال، حيث يتطلب علاج المريض اللجوء لمضادات حيوية من نوع خاص، تعطى بواسطة الحقن الوريدي.
وقد مثلت بكتيريا العنقودية الذهبية خطراً طبياً قبل 100 عام، حيث تسببت في موجات وبائية ووفيات هائلة نتيجة التهابات الرئتين، وخراريج المخ، وأمراض السحايا، وتسمم الدم، وغيرها من أمراض قاتلة. ومع اكتشاف عقار البنسلين في الأربعينات من القرن الماضي، اعتقد العلماء بنجاحهم في حسم المعركة، حيث انحسر خطر تلك البكتيريا أو كاد، غير أنه وقبل مرور 5 أعوام على استعمال البنسلين اكتشف العلماء أن المكورات الجرثومية قد طورت نفسها وأصبحت قادرة على إفراز إنزيم خاص هو البنيسلينازPenicillinase) ) قادر على تكسير البنسيلين ومن بعده أحد أهم مشتقاته وهو الميثيسيلين Methicillin))، وهو مضاد حيوي كانت له المقدرة على مقاومة الإنزيم الذي تفرزه المكورات العنقودية، وكان هذا الاكتشاف بمثابة إنجاز كبير في علاج تلك البكتيريا.
وفي عام ،1961 عرف العالم ولأول مرة تلك البكتيريا المقاومة لعقار الميثيسيللينMethicillin-Resistant Staph. aureus) ) أو ما يعرف اختصاراً باسم MRSA) ) ومنذ ذلك التاريخ، لم يبق مستشفى في العالم خالياً من حالات مشابهة، واختلفت معدلات الإصابة من دولة لأخرى ومن مستشفى لآخر، وكان الاختلاف في المعدلات ملحوظاً، فقد بلغ أحياناً 1% بينما بلغ في مناطق أخرى 50%. وأصبحت تلك البكتيريا مسؤولة عن جائحات وبائية شديدة وموجات مرضية حادة، وخاصة بين مرضى المستشفيات ودور رعاية المسنين.
وتعتبر بكتيريا MRSA من بكتيريا المستشفيات وخاصة التخصصية منها، وفي وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة والخدّج (ناقصي النمو)، والعناية المركزة للحروق، ووحدات الأمراض الجلدية وأقسام الجراحة، إضافة إلى دور وأجنحة رعاية المرضى كبار السن. ولقد تم مؤخراً اكتشاف حالات مماثلة في المجتمع وخارج إطار المستشفيات. وهناك بعض من الأمور الواجب الإلمام بها لفهم تلك العلاقة بين البكتيريا والمستشفيات.
وتصيب هذه البكتيريا المرضى قليلي المناعة والضعفاء، وهؤلاء عادة ما يمكثون بالمستشفيات فترات طويلة نظراً لطبيعة أمراضهم، يقابل ذلك وجود المرضى الآخرين وكذلك العاملين من الهيئة الطبية والتمريضية، وكلا الفئتين من الممكن أن تكون حاملة لتلك البكتيريا، والتي تعيش في جسم المريض في تجويف الأنف، أو منطقة الإبطين أو ما بين الفخذين وعلى الجلد بوجه عام، ولعل هذا ما يفسر سهولة عدوى المرضى قليلي المناعة عند رعايتهم أو ملامستهم للآخرين.
وهناك فئات من المرضى يفتقدون خطوط الدفاع الطبيعية، فمرضى الحروق، وبعد تدمير طبقة الجلد في مناطق من الجسم، يصبحون عرضة لنفاذ البكتيريا إلى أنسجة أجسامهم مباشرة، ومرضى الداء السكري أو كبار السن أو المواليد عادة ما يعانون من فقد جزئي لكفاءة الكريات البيضاء
Leucocytes) ) والمخصصة لمهاجمة البكتيريا وربما أيضاً الضعف المناعي، أما مرضى السرطان والعديد من الأمراض المزمنة فهم بالتأكيد قليل المناعة وتلعب بعض الأدوية المستخدمة في علاجهم دوراً في إضعاف مقاومتهم للعدوى.
ويتفق الأطباء على أن كثرة وسوء استخدام المضادات الحيوية المختلفة، كان له دور سلبي للغاية، وساهم في زيادة مقاومة تلك البكتيريا للمضادات الحيوية، ويشمل ذلك الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية الموضعية في صورة مراهم أو كريمات (رهيمات).
وكانت دراسة امريكية قد اظهرت من قبل أن وجود كثير من الدمامل والبثور الحادة الكفيلة بنقل المصابين بها إلى غرف الطوارىء في المستشفيات يرجع سببها في بعض الاحيان إلى بكتيريا قاتلة لا يمكن علاجها باستخدام العقاقير التقليدية.
ووجد الاطباء في جامعه كاليفورنيا بلوس انجليس ان 59 في المائة من الاصابات الجلدية والانسجة الرخوة التي جرت متابعتها في 11 من غرف الطوارىء في انحاء متفرقة من الولايات المتحدة تأتي من نوع من البكتيريا القاتلة التي لا تستجيب للمضادات الحيوية تعرف باسم “مرسا MRSA
ومرسا أو ما يعرف بالبكتيريا المضادة للعلاج بالميثيسيلين Methicillin Resistant Staphylococcus Aureus هي نوع من البكتيريا المقاومة لانواع معينة من المضادات الحيوية. ويصاب بها عادة المرضى الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة في المستشفيات ودور الرعاية ويمكن أن تنتشر بسبب الافتقار للرعاية الصحية.
واظهرت الدراسة الجديدة التي نشرت في عدد الاسبوع الجاري من دورية نيو انجلاند الطبية الى أي مدى شاعت سلالة “مرسا” في المجتمع.
وقال جريجوري موران قائد الفريق البحثي في بيان مكتوب “يبدو أن الجميع اصبح الآن عرضة للخطر. حتى اذا كنت تعتقد أنك مصاب بلدغة العنكبوت أو غير ذلك من أنواع الامراض الجلدية التي لا تندمل فانك بحاجة الى الذهاب الى طبيبك الخاص للتأكد من أنها ليست نوعا من عدوى مرسا”.
وانتشار العدوى يمكن الوقاية منه بالغسيل المنتظم للايدى بالماء والصابون. كما يجب على الافراد عدم التشارك في المتعلقات الشخصية مثل المناشف وشفرات الحلاقة.
وبرزت “مرسا” كمشكلة متنامية في العديد من الدول وتسببت في اصابات يصعب علاجها. ففي انجلترا وويلز على سبيل المثال فان عدد الوفيات المرتبطة بالاصابة بهذه البكتيريا قفز 22 في المائة في الفترة ما بين عامي 2003 و2004.
وتحدث غالبية البثور نتيجة حب الشباب الذي يصيب حوالي 17 مليون شخص في الولايات المتحدة وينشأ عادة عند انسداد مسام الجلد بالمواد الزيتية وخلايا الجلد الميتة.
وعادة ما يتم معالجتها بتصريف هذه البثور والابقاء على الجلد نظيفا لكن بعض الاصابات الخطيرة قد تحتاج الى استخدام المضادات الحيوية او تلقي علاج في المستشفى.
وفي السياق نفسه وافقت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية على طرح مضاد حيوي جديد antibiotic يستخدم لعلاج الالتهابات الجلدية المزمنة التي يعاني منها الملايين من المرضى سنوياً.
وسيطرح الدواء الجديد المعروف كيمائياً ب”دابتوميسين” daptomycin في الأسواق تحت اسم “كيوبسين” Cubicin.
وقال د. جانيس ثورث، رئيس قسم العقاقير المعالجة للالتهابات، بدائرة الدواء والغذاء إن المضاد الحيوي الجديد سيكون إضافة هامة للغاية لمجموعة العقاقير المستخدمة حاليا لعلاج الالتهابات الجلدية الخطيرة.
وسيستخدم الدواء الجديد الذي سيعطى عن طريق الحقن في علاج الأمراض الجلدية التي تنتشر بين مرضى المستشفيات ومنها الدمامل، الالتهابات الجلدية التي تعقب العمليات الجراحية، والتقيحات الجلدية.
وصمم “كيوبسين” خصيصاً لعلاج الالتهابات الجلدية الناجمة عن البكتيريا من سلالة staphylococcus منها بكتيريا S.aureus التي تتسبب في إلتهابات جلدية خطيرة ومقاومة للمضادات الحيوية.
واستخدمت المستشفيات الأمريكية قرابة 7 ملايين نوع من المضادات الحيوية المقاومة للالتهابات الحادة خلال العام ،2002 وفق وكالة الأسوشيتد برس.
وقد جاء طرح “كيوبسين” في الأسواق بعد دراسات طبية مكثفة اجريت على 1400 مريضا ثبت خلالها فعالية وامان الدواء المعادل للعديد من أنواع المضادات الحيوية المستخدمة حالياً لعلاج الإلتهابات الجلدية المزمنة ومنها vancomyclin ، و oxacilin، وnafcillin .
ومن الأعراض الجانبية لاستخدام الدواء الجديد: تقلصات المعدة، ارتفاع درجة الحرارة، الصداع، والطفح الجلدي فضلاً عن الشعور بالدوخة، وهي الأعراض الشائعة بين مستخدمي المضادات الحيوية المعروفة.
ومن الأعراض الجانبية النادرة للغاية ل”كويبسين” احتمال الإصابة في العضلات، بيد أن الدراسة أثبتت تعافي المرضى من دون آثار دائمة.
منقووووووووووووووول من منتدى شذور الذهب