نقلا عن الجزيرة نت...
هل فكرت يوما في نسيم البحر برائحته
المميزة وما يثيره داخلك من ذكريات العطلات الصيفية من أين يأتي؟ الإجابة
قد تكون أقرب إليك مما تتصور وأنت لا تدري، فهو نوع من الغازات تطلقها
بكتيريا معينة.
فمنذ عامين اكتشف البروفيسور أندي
جونستون، وهو عالم أحياء في جامعة إيست أنجيليا ببريطانيا، أن رائحة البحر
المميزة تأتي من جزيء اسمه الكيميائي كبريتيد الديميثيل (سائل قابل
للاشتعال لا يذوب في الماء) وتمكن الآن من معرفة المسار الكيميائي الحيوي
الذي ينتج هذه الرائحة.
وقد بين البروفيسور جونستون -حسب ديلي
تلغراف- أن هذا المركب الجزيئي مادة كيميائية هامة موجودة في كثير من
العمليات الطبيعية، مثل تكون السحب.
والطيور تحب هذه الرائحة وتتجمع
حولها، كذلك تضاف إلى الأطعمة المطبوخة لتمنحها مذاقا سائغا، إذ إن كميات
صغيرة منها يمكن أن تضفى نكهة للملفوف والطماطم والزبدة والقشدة حتى
الليمون أو الدجاج المشوي.
وهذا الجزيء مشتق من مركب يرمز له
بالأحرف (دي إم إس بي) ينتج بواسطة ما يعرف بفيتوبلانكتون، وهو نوع من
المتعضيات وحيدة الخلية موجودة في البحر. ويتوافر هذا المركب بغزارة، حيث
تتشكل منه مليارات الأطنان كل عام.
وتتعايش البكتيريا عليه وتحوله إلى جزيء كبريتيد الديميثيل. ولهذا السبب تنجذب الطيور لهذه الرائحة.
وتوصل البروفيسور جونستون إلى أن
البكتيريا تستخدم ثلاث آليات مختلفة لتصنيع هذا الغاز. واكتشف أيضا وجود
متعضيات أخرى تستطيع أن تنتج كبريتيد الديميثل.
ولغاز كبريتيد الديميثيل استخدامات
تجارية هامة، فالفطر الذي تحول إليه من نوع يسمى أسبريغيلوس مستخدم في
صلصة الصويا وإنتاج الساكي والتوفو اليابانيين وأحد المكونات الرئيسة التي
تعطي حبات الكمأة رائحتها الترابية.
كذلك يستخدم كبريتيد الديميثيل في
تكرير البترول وفي صناعة الفحم المائي لإنتاج الإيثيلين، وهو مادة
كيميائية لها استعمالات شتى من صناعة أكياس البلاستيك إلى تسريع إنضاج
الفاكهة.
وقال البروفيسور جونستون "هذه هي
البداية فقط والأمر يحتاج إلى معرفة المزيد، لكن ما تعلمته من تجاربي أن
الميكروبات هي التي تحرك هذا الكون وما عدا ذلك على الأرض هو مجرد زينة"