:السلام عليكم:
التقييم الحقيقي لمطاراتنا
فهد بن عبدالله القاسم
اعترضت هيئة الطيران المدني على نتائج استبيان مؤسسة سكاي تراكس ، والذي صنف مطاري الملك خالد بالرياض والملك عبدالعزيز بجدة في آخر قائمة مطارات العالم ، وكانت بعض الصحف قد نشرت خبراً يفيد بأن المطارين حلا في أخر قائمة مطارات العالم ضمن دراسة شملت 190 مطاراً دولياً قامت بها المؤسسة المذكورة.
لا أرغب في مجادلة هيئة الطيران المدني حول الدراسة ومدى صحتها ، أو بالأحرى دقتها ومهنيتها ، ولكني متأكد تمام التأكد بأن مطاراتنا بالرغم من أنها من أكثر مطارات العالم تكلفة ، إلا أنها من أكثرها تخلفاً وقرباً من العالم "الرابع" وليس "الثالث" .
وأحمد الله بأن مثل هذا العوار لايخفى على أحد فملايين الركاب يستخدمون هذين المطارين سنوياً ويستطيعون تقييم خدماتها بشكل واعي وعادل ، خاصة أولئك الركاب ذوي الخبرة الذين يستخدمون مطارات أخرى حول العالم .
وحتى لا يكون حديثنا إنشائياً فلنُقيّم معاً بعض خدمات هذين المطارين تقييماً موضوعياً:
1. المواقف ، في جدة غير كافية وقليل منها مضلل وفي الجملة سيئة جداً في حين أنها في الرياض مقبولة نوعاً ما ولا أعرف لماذا لم تفتح المواقف العلوية حتى الآن .
2. خدمات المطاعم ، تقتصر على خيارات محدودة وبأسعار مبالغ فيها جداً .
3. خدمة التاكسي والليموزين ، خدمة سيئة جداً وتشوه كل جميل في المطار "إن وجد" فسائقي الليموزين والسيارات الخاصة يتلقفونك فور خروجك من صالة القدوم ، ولا تعرف فيهم الصادق من الكاذب ، ولا يوجد من يحميك منهم ، وكأنك في حراج السيارات.
4. دورات المياه ، أجاركم الله ، تذكرنا بدورات مياه الطرق السريعة ، فالمياه تسيل على الأرض ، والمراحيض معطلة ، وخراطيم الوضوء مرمية على أرضية الحمامات ، وبعضها لايعمل ، ناهيك عن القذارة المقززة والرائحة الكريهة "أكرمكم الله" .
5. فندق المطار ، لا يسكن فيه إلا مضطر ، حيث المبنى قديم والأثاث مستهلك والخدمات سيئة ، والأهم من ذلك لايوجد إلا فندق وحيد.
6. اللوحات الإرشادية ، غير كافية ، خاصة مع عدم وجود كاونترات للاستفسار والمعلومات.
7. الترفيه ، لايوجد على جميع المستويات ، حتى للصغار ، وأكثر من يعاني من هذه المشكلة الركاب الذين تتأخر طائراتهم (والذي غالباً لايحدث !!).
8. صالات الدرجة الأولى والأعمال ، بصراحة "تفشل" ، سواء المخصصة للخطوط السعودية ، أو الصالة الثانية المخصصة لباقي الخطوط ، والتي بالكاد تجد لك فيها مكاناً للجلوس ، أما العوائل فقل عليهم السلام.
9. معاملة ركاب الإنتظار ، قمة في التخلف وتذكرني بمقاصف مدارس المرحلة المتوسطة وهو يتزاحمون طلباً لساندويش أو علبة عصير .
10. خدمات العفش ، في كثير من الأحيان تجد لا علاقة لرقم الرحلة بالعفش ، ولا معنى لشرائك حقيبة من نوع متميز لإنها ستتلون على سيور العفش ، وعليك بالحقائب ذات الألوان الداكنة حتى لاتظهر عليها الوساخة ، ناهيك عن حالة سيور العفش المنتهية الصلاحية ، والتي تمزق بعض الحقائب نتيجة سوء صيانتها.
11. خدمات الدرجة الأولى ورجال الأعمال ، لايوجد تميز لهم في معالجة العفش المستلم فحقائبهم مع آخر الركاب ، ولايوجد أولوية لهم لدى الجوازات .
12. اجراءات الركاب الأجانب القادمين من الخارج ، أترحم على هؤلاء الزائرين حيث تجدهم عند الجوازات طوابير طويلة ومعاملات بطيئة "حشف وسؤ كيله".
13. خدمات سيارات التأجير ، من أسوأ مايمكن وخاصة مطار جدة ، حيث تحتاج الى رحلة إضافية تحت لهيب الشمس ورطوبة الجو لإنتظار حافلة متهالكة (مقربعة) تنقلك الى حيث تستلم سيارتك .
14. التدخين ، حيث لايكفيك أن تجد المدخنين في كل مكان ، بل لاتجد من يمنع أو يوجه هؤلاء المدخنين ، والأسوأ من ذلك أن يكون المدخن هو ضابط جوازات وموظف خطوط ومأمور جمارك . . الخ .
15. السوق الحرة ، وهل هناك سوق أصلاً ؟ لا حرة ولا أمة !! كل الموجود محل واحد يحتكر المسافرين فالتعامل معه من باب مجبر أخاك لا بطل .
16. خدمات الترانزيت ، وهذا آخر مايمكننا أن ننافس فيه حيث أن آلية تشغيل المطارات والخدمات فيها ليست مؤهلة لذلك .
17. صالة الخطوط الأجنبية في جدة ، والتي لايركبها السعوديين إلا إضطراراً ليس لسوء الخطوط الأجنبية ولكن هروباً من خدمات المطار الأكبر في العالم !!
18. أخيراً . . حافلات ركوب الطائرات من مطار جدة ، والتي لا تستخدم إلا في مجاهل أفريقيا وبعض المطارات المحلية هنا وهناك ، والتي تؤهلنا لمنافسة جدادة مع باقي مطارات العالم !!
أعتقد أننا محظوظين لإننا في القائمة أصلاً ، ولا أستبعد أن وجودنا فيها أصلاً خطأ فنياً ، ولا يداخلني شك في أن هناك أكثر من 190 مطاراً "على الأقل" أفضل من مطاراتنا.
أرجو من هيئة الطيران المدني أن تكون أكثر إيجابية في التعامل مع واقع مطاراتنا ، والرد المنطقي على هذه الدراسة هو تكليف جهة عالمية مستقلة بتقييم فعلي لمطاراتنا وخاصة مطاري الملك خالد بالرياض والملك عبدالعزيز بجدة ، وبالتالي وضع خطة عمل تفصيلية ودقيقة ومبرمجة لتحسين خدمات مطاراتنا سواء من حيث التجهيز أو من حيث الكفاءة ، خاصة أننا نصرف عليها دم قلوبنا من حيث المال ، مقارنة بمطارات الدول المجاورة التي لاتصرف معشار مانصرف وتجد مطاراتهم شبيهة بالفنادق فئة الخمسة نجوم .
إن أول مايصادف ملايين الزائرين للملكة هو خدمات مطاراتنا ، وعادة مايكون الإنطباع الأول هو الإنطباع الأخير ، كما أن آخر ذكرى يحملها الزائر هي ماودع به في هذه المطارات ، فإن كان الاستقبال والوداع بالورود فتلك سمعتنا ، وإن كان غير ذلك فهي حقيقتنا ، " ولست أرى في الناس عيباً ، كعيب القادرين على التمام" .
ختاماً . . أرجو ممن يخالفني القول ، أن يتوقف عن السفر من خلال المكاتب التنفيذية ، وخدمات كبار الشخصيات ويجرب خدمات المسافرين العاديين "الغلابة" ، ليستطيع التأكد مما كتبته وأنا مسئول عنه .
__._,_.___
تحياتي لكم