لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
| موضوع: دمي للذب عن عرض أمي الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:34 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه نحمده على هداه لطريق الحق ، طريق أهل السنة والجماعة ، ونحمده على بيان عوج اي طريق عداه من سائر طرق أهل البدع والضلالة فيا رب لك الحمد ولك الشكر على نعمتك فاجعلنا من اهل الحق ....... اما بعد فالذي حدا ونهض بي ان اترجم لأمنا المبرأة التى لا تحتاج لكلام احدنا فيكفيها ورب الكعبة أن نزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة لكن في ظل الهجمات الشرسة على ثوابت ديننا وأصول معتقداتنا فكان علينا أن نقف كخط دفاع ندافع عن ديننا وعن أصولنا وعن عقيدتنا وإنه لمن صلب عقيدتنا حب أمنا المبراة عائشة وجميع أمهات المؤمنين بل وجميع الصحابة الاطهار الاخيار وإن ارعدت انوف فوالله لا يساوي اي زنديق يطعن في اصول ديننا حبة رمل وطأتها أقدام امنا المبراة ولا أقدام الصحابة الاطهار الاخيار وكما تعلمون ما حدث في الاونة الاخيرة من الروافض الزنادقة الذين وقعوا في عرض أمنا وعرض نبينا صلى الله عليه وسلم وأذوا نبينا صلى الله عليه وسلم بسب حبيبة قلبه وزوجه في الدنيا والاخرة فكان علينا ان نذكر بطرف من حياة امن عائشة رضى الله عنها وارضاها ووالله ما ان بأهل لكي اتحدث عن ام المؤمنين ولا أن اترجم لها فما لي جهد في ذلك بل فقط اجمع لكم من شعاث الكتب ليس إلا ............ اخوتي في الله ماذا تعرفون عن عائشة رضى الله عنها ؟ ماذا تعرفون عن نسبها ؟ ماذا تعرفون عن حياتها ماذا تعرفون عن مناقبها ؟ ماذا تعرفون عن مكانتها ؟ ماذا تعرفون عن رجاحة عقلها ؟ ماذا تعرفون عن أمكم عائشة رضى الله عنها وأرضاها ؟؟ أخوتي في الله تعالوا بنا نطوف في هذا البستان اليانع الماتع لنقطف أزهى الرياحين الفواحة التى تفوح عطرا وجمالا وبهاءا فما أجمل الحديث عن امنا عائشة رضى الله عنها تلك الزهرة التى سقيت بماء الوحي مذ ان ولدت إلى أن تزوجت بالنبي صلى الله عليه وسلم فهيا استعدوا لندخل تلك الحديقة الغناء فنستمتع بما فيها من ألوان بهية وأصوات شجية وأنوار جلية وثمار جنية أبدأ بمشيئة الله تعالى مستعينا به وأساله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم وأن لا يجعل لاحد غيره فيه شيئا أخوتي في الله اسم عائشة رضى الله عنها ونسبها عائشة أم المؤمنين بنت الامام الصديق الاكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، بن كعب بن لؤي ; القرشية التيمية، المكية، النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الامة على الاطلاق وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب ابن أذينة الكنانية. هكذا نسبها الذهبي في السير ذكر طرف ممن روت عنه حدثت عن النبي الاعظم والرسول الاكرم وهي من السبعة المكثرين وقد ذكر الذهبي رحمه الله أن مسند عائشة رضى الله عنها ألفين ومئتين وعشرة أحاديث. اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين وروت عن أبيها وعن عمر، وفاطمة، وسعد، وحمزة بن عمرو الاسلمي، وجدامة بنت وهب. ذكر طرف من الرواة عنها اما الرواة عنها فحدث ولا حرج منهم إسحاق بن طلحة، وإسحاق بن عمر والحارث بن عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي، والحارث بن نوفل، والحسن، وحمزة بن عبدالله بن عمر، وخالد بن سعد، وخبيب بن عبدالله بن الزبير، وخلاس الهجري، وخيار بن سلمة، وخيثمة بن عبدالرحمن، وذكوان السمان ; ومولاها ذكوان،وسالم بن عبد الله،والسائب بن يزيد، وسعد بن هشام، وسعيد المقبري، وسعيد بن العاص، وسعيد بن المسيب ،وشريح بن أرطاة، وطاووس بن كيسان ، وطلحة بن عبدالله التيمي، و عبدالله بن بريدة، وأبو الوليد عبدالله بن الحارث البصري، وابن الزبير ابن أختها، وأخوه عروة، و عبدالله بن شداد الليثي، وأبو موسى، وأبو هريرة، وأبو نوفل بن أبي عقرب، وأبو يونس مولاها، وبهية مولاة الصديق، وجسرة بنت دجاجة، وحفصة بنت أخيها عبد الرحمن، وخيرة والدة الحسن البصري، وذفرة بنت غالب، وزينب بنت أبي سلمة، وزينب بنت نصر، وزينب السهمية، وسمية البصرية، وشميسة العتكية، وصفية بنت شيبة، وصفية بنت أبي عبيد، وعائشة بنت طلحة، وعمرة بنت عبدالرحمن، ومرجانة، والدة علقمة بن أبي علقمة، ومعاذة العدوية، وأم كلثوم التيمية. أختها، وسواهم خلق كثير لا يتسع المقام لسردهم النبتة التى نبتت في الاسلام من أول يوم خرجت عائشة رضى الله عنها وأرضاها للدنيا وأبويها على دين الاسلام فعائشة ممن ولد في الاسلام، وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين. وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.(1) فهكذا تربت امنا في بيت مسلم أمها أم رومان وأبوها الصديق فتربت على الدين وتربت على الصدق والحياء والعفاف والتقى ثم انتقلت إلى بيت النبوة لتباشر الوحي وينزل الوحي في لحافها وما نزل في لحاف امرأة غيرها قط (2) وإن جدها لابيها وهو أبو قحافة كان ممن شرفهم الله بالاسلام وكانت جدتها لأبيها أم الخير سلمى بنت صخر وقد سلمت وشرفت بالاسلام واختها لابيها ذات النطاقين أسماء رضى الله عنها وارضاها وزوج اختها هو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو احد العشرة المبشرين بالجنة " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان ... الحديث " (3) إنه الزبير بن العوام وأما شقيقها عبد الرحمن وكان من الرماة الشجعان ولو ذكرنا مناقب أبيها الصديق رضى الله عنها لاخذنا صفحات وصفحات فهكذا رأينا هذه الشجرة المباركة التى أصلها ثابت وفرعها في السماء فأنبتت زهرة فيحاء عاطرة فضلت على نساء العالمين منزلة عائشة قال ابو نعيم عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقة بنت الصديق، العتيقة بنت العتيق، حبيبة الحبيب، وأليفة القريب، سيد المرسلين محمد الخطيب، المبرأة من العيوب، المعراة من ارتياب القلوب، لرؤيتها جبريل رسول علام الغيوب، عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، كانت للدنيا قالية، وعن سرورها لاهية، وعلى فقد أليفها باكية (4) . ويقول الامام الذهبي : القرشية التيمية، المكية، النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الامة على الاطلاق. وكانت امرأة بيضاء جميلة. ومن ثم يقال لها: الحميراء. ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، ولا أحب امرأة حبها. ولا أعلم في أمه محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا في النساء مطلقا، أمرأة أعلم منها. وذهب بعض العلماء إلى أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر(5) ويقول القاسم بن عبد الرحمان كانت تصوم الدهر ولا تفطر الا يوم أضحى أو يوم فطر ويقول الأحنف بن قيس سمعت خطبة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، فما سمعت الكلام من في مخلوق أحسن ولا أفخم من في عائشة رحمة الله عليهم أجمعين أكرم بعائشة الرضى من حرة بكر مطهرة الإزار حصان هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقاً بلا أدهان أوليس والدهـا يصـافي بعلهـا وهمـا بروح الله مؤتلفـان__________________________________________________ _____________________________
(1) سير أعلام النبلاء للامام الذهبي صاحب التعليقات الذهبية .. (2) أصله في البخاري (3) رواه احمد في المسند (4) حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني رشيق العبارة والتعبير د (5) ذكره الذهبي في السير | |
|
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
| موضوع: رد: دمي للذب عن عرض أمي الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:37 am | |
| امرأة زوّجها الله
لما توفيت خديجة رضى الله عنها وهي التى كانت الركن الحاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت بمثابة زوجه وامه وابيه ، وانجبت له ريحانته وقره عينه وبضعته رضى الله عنها وارضاها
ظل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات بدون زوجة تؤنسه وتقوم على شئونه
قالت خولة بنت حكيم بن الاوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة " يا رسول الله ألا تزوج ، قال : من ، قالت : إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً ، قال : فمن البكر ، قالت ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر ، قال : فمن الثيب ، قالت : سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه ، قال : فاذهبي فاذكر بها علي ، فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة فقالت : يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ، قالت : وددت ، انتظري أبا بكر فانه آت فجاء أبو بكر فقالت : يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ، فقال : هل تصلح له إنما هي بنت أخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال : ارجعي إليه فقولي له أنت أخي في الإسلام وأنا أخوك وابنتك تصلح لي فأتت أبا بكر فقال : ادعى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فانكحه (1)
وتقول عائشة رضى الله عنها قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين ورجل يحملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأقول إن يك هذا من عند الله عز وجل يمضه (2)
فكما نرى أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة كان بأمر من الله تعالى وكما هو معلوم أن رؤيا الانبياء وحي
كما كان الامر لسيدنا ابراهيم عليه السلام حين رأى نفسه في المنام يذبح ابنه اسماعيل
فماذا كان جواب ابنه اسماعيل عليه السلام ؟
كان جوابه " يا أبت إفعل ما تؤمر "
فامراءة زوجها الله للنبي صلى الله عليه وسلم تسب وتطعن في شرفها وعرضها ؟
اللهم لا ، وإنا لنبرء من كل زنديق يقول بهذا
ويقول الامام الذهبي " فما تزوج بكرا سواها، وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به، بحيث إن عمرو بن العاص، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال: " عائشة " قال: فمن الرجال ؟ قال: " أبوها " . وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبا. وقد قال: " لو كنت متخذا خليلا من هذه الامة، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الاسلام أفضل " فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله ورسوله. وحبه عليه السلام لعائشة كان أمرا مستفيضا، ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته.
........
نصر وسعادة
كلنا يعلم أن غزوة بدر كانت في رمضان من العام الثاني من الهجرة وقد نتصر فيها المسلمون انتصارا عظيما فقد قتل من المشركين 70 وأسر منهم 70
وقد كانت فرحة النبي صلى الله عليه وسلم والمسملون كبيرة بهذا النصر المؤزر وما إن انتهى رمضان وجاء شوال حتى تجددت فرحة النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى بل وفرحة المسملون وذلك لبناء النبي صلى الله عليه بعائشة رضى الله عنها وارضاها فكان يوم فرحة للجميع بزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناءه بعائشة
وها هي أمنا عائشة رضى الله عنها تحكي وتصف لنا هذه الليلة المباركة
فتقول " تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمرق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين " " (3)
فهكذا بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين ولا يغرك مخالفة المخالفين الذين يقولون بل تزوجها وعندها 18 عاما وقد رد عليهم علماؤنا والحمد لله ، ويكفي أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها كان بأمر الله ولم يكن عبثا كما أسلفنا
ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها
تقول عائشة رضى الله عنها " قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك ، قال : في الذي لم يرتع منها " - تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها - (4)
صفحات من حياتها مع النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
تعالوا اخوتي في الله بعد أن ذكرنا بناء النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضى الله عنها لنتصفح بعض الصفحات من حياة امنا عائشة رضى الله عنها مع زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لنعرف إلى أي مدى كانت هذه الحياة سعيدة وصافية ولنستلهم منها بعض الدروس والعبر في كيفية المعاملة بين الرجل وزوجته
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يضرب لنا مثلا في الزوج الذي يعطي زوجته حقها كاملا غير منقوص فيتعامل معها كأفضل ما يكون بل ويحثنا على المعاملة الطيبة للزوجة فيقول صلى الله عليه وسلم " خيركم خركم لأهله وأنا خيركم لأهله " (5)
فكانت حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم مع امنا عائشة رضى الله عنها حياة في غاية السعادة على الرغم انهم كانوا يعيشون في حجرة لا اساس فيها ولا متاع إلا أقل القليل ، بل وكانت تمر الشهور ولا يوقد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم النار أي لا يأكلون لحما ولا طبيخا ، فكانوا يعيشون على الاسودين " التمر والماء "
وكما نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل هم الدعوة بل لم يحمل احد هم الدعوة مثله وإن ظلوا 24 ساعة متيقظون لا يهدأ لهم بال ولا تنام لهم عين
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج في الغزوات ويحكم بين الناس ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم ويزور مريضهم ويدفن ميتهم ويدعوا لغائبهم
وعلى الرغم من أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مليئة بالاحزان والبلاءات ولم لا وهو الذي أخبر صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الانبياء " (6)
فرغم هذا كله وأكثر لم يتكدر عيشه مع زوجاته ومع امنا عائشة رضى الله عنها
بل ولم تتضجر امنا عائشة رضى الله عنها ولم تسأم هذه الحياة بل كانت تحيا في قمة السعادة والحب للنبي صلى الله عليه وسلم
فتعالوا بنا نفتح تلك الصفحات لنتعرف على حياة أمنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم
لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت تسع سنين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدرك أن لهذا السن طريقة في التعامل غير ما سواه فكان تعامله مع أمنا عائشة في هذا السن غير تعامله مع امنا سودة بنت زمعة مثلا
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل إليها الجاريات لكي يلعبن معها وكان يتركا تلعب بالعرائس
ونذكر من هذا القبيل بعض الاحاديث
فعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تلعب بالبنات - العرائس - عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن إلي (7)
وعن امنا رضى الله عنها أنها قالت " والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو " (8)
وفي رواية "جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم " (9)
وانظروا إلى فطنة أمنا فقد استخرجت لنا العبرة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم بقلولها " فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو "
ومن المواقف التى اسعد وابتسم كلما قرأتها أو سمعتها ذاك الذي رواه أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب ، فقال ما هذا يا عائشة ، قالت : بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال ما هذا الذي أرى وسطهن قالت : فرس ، قال وما هذا الذي عليه قالت : جناحان قال فرس له جناحان ! قالت : أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت فضحك حتى رأيت نواجذه . " (10)
فما أجمل لطف النبي صلى الله عليه وسلم وعطفه وحنانه ومن المواقف التي يتجلى فيها حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وحنانه وتقدريه لها
ما روته أمنا رضى الله عنها تقول " خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك " (11)
بأبي أنت وامي يا رسول الله ما احلمك وما الطفك
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهل بيته يحيك ثوبه ونعله بنفسه وما كان يعترض على شئ قط وما كان يغضب لنفسه قط وإنما كان يغضب إذا انتهكت محارم الله
وكان النبي صلى الله عليه وسلم المعلم الاول والمربي الاعظم وكما ربى أصحابه رضوان الله عليهم وروضهم على الدين فلقد ربى وعلم زوجاته برفق وحنان ودفء
ونذكر هنا ما كان من ذلك في شأن عائشة رضى الله عنها وأرضاها فلقد كان نعم المربي ونعم المعلم
تقول امنا رضى الله عنها " دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله ، فقلت يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلت وعليكم (12)
ومنها انها -أي عائشة رضى الله عنها - قالت " يا رسول الله إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا - كأنها تعني قصيرة -فقال صلى الله عليه وسلم لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته "
فهكذا رد النبي صلى الله عليه وسلم غيبة امنا صفية رضى الله عنها ولم يمنعه صلى الله عليه وسلم حبه لعائشة ان يصوب عائشة رضى الله عنها فالنبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحابي احدا قط على حساب الحق أيا كان هو والاخبار في هذا معلمومة متكاثرة
ومنها أيضا أنه صلى الله عيه وسلم لما رأى نمرقة فيها تصاوير وهو على الباب فوقف ولم يدخل وسألها ما بال هذه النمرقة فقالت اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها ، فقال صلى الله عليه وسلم إن اصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيوا ما خلقتم " وقال " إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة (13)
ونحوه انها قالت " دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه ، وقالت قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور (14)
وعنها انها قالت " أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل ، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فحاشا إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره " (15)
فهكذا رأينا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي عائشة ويربي الامة جمعاء وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجامل في الحق احدا__________________________________________________ __________________
(1) قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث. (2) رواه البخاري . (3) متفق عليه (4) رواه البخاري (5) راه الترمذي وصححه الالباني (6) رواه الترمذي وصححه الالباني (7) متفق عليه (8) رواه مسلم (9) رواه مسلم (10)رواه أبو داود وصححه الالباني (11) رواه احمد في المسند وصححه الالباني (12) متفق عليه (13) أخرجه البخاري (14) اخرجه البخاري (15) رواه احمد وصححه الالباني | |
|
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
| موضوع: رد: دمي للذب عن عرض أمي الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:41 am | |
| نماذج من غيرة عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم إن غيرة المرأة على زوجها أمر مستقر في الاذهان فما بالكم أن يكون هذا الزوج هو النبي صلى الله عليه وسلم ، أفلا يحق لها أن تغار وتغار وتغار ؟ فهاك أكثر من موقف من مواقف غيرة عائشة رضى الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم منها أنها كانت تغار من خديجة ! ماذا كانت تغار من خديجة ؟! نعم وهي التى أخبرت بذلك قالت رضى الله عنها "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد " (1) وعنها انها قالت " استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد فغرت فقلت وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها " (2) وعنها أيضا انها قالت " قالت ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها ، قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ، قالت فأغضبته يوما فقلت خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد رزقت حبها " (3) وقالت رضى الله عنها " ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها " قال الذهبي وهذا من أعجب شئ أن تغار رضي الله عنها من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة بمديدة، ثم يحميها الله من الغيره من عدة نسوة يشاكنها في النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من الطاف الله بها وبالنبي صلى الله عليه وسلم، لئلا يتكدر عيشهما. ولعله إنما خفف أمر الغيرة عليها حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وميله إليها. فرضي الله عنها وأرضاها. غارت أمكم ومن المواقف المشهورة في غيرتها على النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه لنا الصحابي الجليل خادم النبي صلى الله عليه وسلم انس بن مالك قال " ان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت " (4) فانظر كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الموقف بحكمة ولطف ورحمة وهذا درس للازواج في كيفية حل المشكلات وانهائها حال حدوثها حتى لا تتفاقم وعن أمنا رضى الله عنها أنها قالت " كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول أتهب المرأة نفسها فلما أنزل الله تعالى { ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } قلت ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " (5) المرأة الذكية وعصا التحويلة ما زلنا مع غيرة عائشة رضى الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم وتحكي لنا امنا هذا الموقف الذي غارت فيه فتقول تقول السيدة عائشة الحصان الرزان المبرأة من فوق سبع سماوات " لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه صلى الله عليه وسلم وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث ريثما ظن أن قد رقدتُ فأخذ رداءه رويداً انتعل حذاءه رويداً وفتح الباب فخرج ثم اجافه رويداً فجعلت درعي في رأسي وأختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع فقام صلى الله عليه وسلم على بقيع الغرقد فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات صلى الله عليه وسلم يدعو ثم انحرف فأنحرفتُ فأسرع فأسرعتُ فهرول فهرولتُ فأحضر فأحضرتُ فسبقته فدخلتُ فليس إلا أن اضطجعت فدخل صلى الله عليه وسلم فقال: مالك يا عائش حشيا رابيه .. - يعني لماذا صدرك يعلو وينخفض أهناك شئ ما أو مشكلة ما - !! قالت: لا شئ يا رسول الله .. قال صلى الله عليه وسلم: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير .. قالت: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي .. فأخبرته الخبر .. قال صلى الله عليه وسلم: إذن فأنت السواد الذي رأيت أمامي .. قلت: نعم .. فلهدني صلى الله عليه وسلم في صدري لهده أوجعتني ثم قال: أظننتي أن يحيف الله عليك ورسوله .. قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله .. قال صلى الله عليه وسلم - يبرر لها سبب خروجه- : إن جبريل اتاني حين رأيت فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدتي فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي من بعدي فقال لي إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم .. فقالت: قلت كيف أقول يا رسول .. قال صلى الله عليه وسلم: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين المسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ." (6) جرست نحلة العرفط ومن مواقف غيرتها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ما حكته من غيرتها من حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما فها هي أمنا تحكي موقف غيرتها من حفصة فتقول " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العسل والحلواء وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغرت فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل - قال بن حجر قربة صغيرة - فسقت النبي صلى الله عليه وسلم منه شربة فقلت أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلت مغافير فإنه سيقول لك لا فقولي له ما هذه الريح التي أجد منك فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقولي أنت يا صفية ذاك قالت تقول سودة فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك فلما دنا منها قالت له سودة يا رسول الله أكلت مغافير قال لا قالت فما هذه الريح التي أجد منك قال سقتني حفصة شربة عسل فقالت جرست نحله العرفط فلما دار إلي قلت له نحو ذلك فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك فلما دار إلى حفصة قالت يا رسول الله ألا أسقيك منه قال لا حاجة لي فيه قالت تقول سودة والله لقد حرمناه قلت لها اسكتي " (7) وغيرها من المواقف التى يظهر منها غيرة عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنها كلها مواقف طريفة وكان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في مة اللطف والحب والعطف فليتنا نرى بيت من بيوت المسلمين هذا وصفه ورسمه - مع الفارق بطبيعة الحال - تسامر الازواج كما أسلفنا سابقا أن النبي صلى الله عليه وسلم يحمل هموم الامة وهو مع ذلك اعبد الناس وهو مع ذلك كان خير الناس لأهله وعلى الرغم من أشغال النبي صلى الله عليه وسلم الكثيرة جدا إلا أنه لم يكن يبخل على زوجاته بما يدخل عليهن السرور البهجة فكان يجلس ويسامرهن ويمازحهن ، وبما أن الحديث عن أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها فنذكر جانب من اللحظات الصافية بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك حديث الاحدى عشرة نسوة اللاتي تعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا وعنها أنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم " هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهمفناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا (8) وفي احدى الليالي الجميلة التى يسامر فيها النبي أمنا عائشة رضى الله عنها تقول عائشة " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك " (9) قال النووي في شرحه على مسلم : قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى إلى قولها : يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ) قال القاضي : مغاضبة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم هي مما سبق من الغيرة التي عفي عنها للنساء في كثير من الأحكام كما سبق لعدم انفكاكهن منها حتى قال مالك وغيره من علماء المدينة : يسقط عنها الحد إذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة . قال : واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله " ، ولولا ذلك لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما فيه ، لأن الغضب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهجره كبيرة عظيمة ، ولهذا قالت : لا أهجر إلا اسمك ، فدل على أن قلبها وحبها كما كان ، وإنما الغيرة في النساء لفرط المحبة حب النبي صلى الله عليه وسلم لها كانت أمنا عائشة رضى الله عنها أحب النساء إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا كلام الذهبي في حب النبي صلى الله عليه وسلم لها فعن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة (10) وعن عائشة رضى الله عنها قالت " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابكي فقال ما يبكيك قلت سبتني فاطمة فدعى فاطمة فقال يا فاطمة سببت عائشة قالت نعم يا رسول الله قال أليس تحبين من أحب ؟ ، قالت نعم قال وتبغضين من أبغض قال فاني احب عائشة فاحبيها قالت فاطمة لا أقول لعائشة شيئاً يؤذيها أبداً (11) وعنها أنها قالت " كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في " (12) وعنها انها قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان " (13) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضى الله عنها " أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت- أي عائشة - " وسيأتي الحديث بتمامه في غيرة أمهات المؤمنين منها وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " (14) فهكذا رأينا الاخبار في حب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها مما لم أذكره فحب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أم مستقر معلوم لو استفضنا فيه سنحتاج موضوع اخر غيرة أمهات المؤمنين منها لما كانت عائشة أحب النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك سببا كفيلا باعثا على غيرتهن منها ، واضف إلى ذلك انه من كان يريد أن يهدي النبي صلى الله عليه وسلم هدية فكان يتخير ليلة عائشة رضى الله عنها تقول امنا عائشة رضى الله عنها " أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة -يعني عائشة - قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة والله لا أكلمه فيها أبدا قالت عائشة فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة - أي كانت تتعصب وتغضب لكن سرعان ما تعود لهدوئها - قالت فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلمفقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت - اي عائشة - ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصرقالت فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم إنها ابنة أبي بكر (15) وفي رواية البخاري " أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر__________________________________________________ ____________________
(1) متفق عليه (2) رواه البخاري (3) رواه مسلم (4) رواه البخاري (5) متفق عليه (6) رواه مسلم (7) متفق عليه (8) متفق عليه (9) متفق عليه (10) متفق عليه (11) رواه الهيثمي في المجمع وقال رواه أبو يعلى والبزار باختصار وفيه مجالد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. (12) رواه مسلم (13) متفق عليه (14) متفق عليه (15) متفق عليه واللفظ لمسلم | |
|
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
| موضوع: رد: دمي للذب عن عرض أمي الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:45 am | |
| إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما لما كانت عائشة ونساء النبي صلى الله عليه وسلم بشر من ضمن البشر - مع أفضليتهن بالطبع وفي هذا أخبار كثيرة - فقد مر بهن فترة يسألن النبي صلى الله عليه وسلم النفقة والتوسيع عليهن فسبحان ربي ، نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه في أمر النفقة ، ولا شك أن مثل هذا الامر يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويحزنه ، لكنه كما اسلفت مما قد يقع من البشر ومع ذلك فإن أباب بكر وعمر أرادا أن يضربا ابنتيهما فلم يقبل بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتعالوا بنا لنتعرف على ما حدث من عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال عبد الله بن عباس " لم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } فحججت معه فعدل وعدلت معه بالإداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } فقال وا عجبي لك يا ابن عباس عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه فقال إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصحت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني فقالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني فقلت خابت من فعل منهن بعظيم ثم جمعت علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت أي حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل فقالت نعم فقلت خابت وخسرت أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكين لا تستكثري على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه واسأليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - يريد عائشة - وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال أنائم هو ففزعت فخرجت إليه وقال حدث أمر عظيم قلت ما هو أجاءت غسان قال لا بل أعظم منه وأطول طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال - عمر- قد خابت حفصة وخسرت كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت ما يبكيك أولم أكن حذرتك أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا أدري هو ذا في المشربة فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي هو فيها فقلت لغلام له أسود استأذن لعمر فدخل فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج فقال ذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فذكر مثله فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت الغلام فقلت استأذن لعمر فذكر مثله فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي فقال لا ثم قلت وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا فقال أوفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت يا رسول الله استغفر لي فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة وكان قد قال ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها فقالت له عائشة إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر تسع وعشرون - وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين - قالت عائشة فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول امرأة فقال إني ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك ثم قال إن الله قال { يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله عظيما } قلت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة (1) وعن جابر بن عبد الله قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فقلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية { يا أيها النبي قل لأزواجك حتى بلغ للمحسنات منكن أجرا عظيما } قال فبدأ بعائشة فقال يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك قالت وما هو يا رسول الله فتلا عليها الآية قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا (2) فهكذا رأينا أن الامر لا يعدوا أن كان ميل بالطبيعة البشرية ، لكن لما خيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين الله ورسوله والدار الاخرة وبين ما في الدنيا وزهرتها ومتاعها الزائل اخترن الله ورسوله بلا تردد ولا تلعثم ولا تفكير ورأينا كيف بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضى الله عنها وهذا دليل أخر على حبه لها رضى الله عنها ، ورأينا كيف كانت كلماتها في غاية لجمال فلا تردد ولا تفكير ولم تنتظر حتى تستشير أبويها بل قالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني اختار الله ورسوله والدار الاخرة فلله درها من من النساء مثلها ؟ وكذا باقي نساؤه صلى الله عليه وسلم فكلهن رضوا بالله ورسوله والدار الاخرة رضاءا كاملا ،فإن سعادتهن وراحتهن في إرضاء النبي صلى الله عليه وسلم وابتدار أمره واجتنابه نهيه ، والعيش معه على أي حال كان فلا يهم أكانوا في سعة أم ضيق المهم رضى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ثمة شئ أخر في رواية عبد الله بن جابر لما قالت عائشة لا تخبر امراءة من نسائك بالذي قلت فرد لنبي صلى الله عليه وسلم بجواب يعلم الامة كلها كيف يكون الرفق وكيف يكون المعلم والمربي والزوج فإنه لا يحجب الخير عن زوجاته ولا يريد أن يشد عليهن ولا يعسر عليهن ، ولما لا وهو صلى الله عليه وسلم دل الامة على كل خير وحذرهم من كل شر فهل يستكثر ذلك على زوجاته ؟ اللهم لا فما اجمل خلال النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه فلنتعلم ... يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام وها نحن أمام منقبة أخرى نعليها على ما ذكرنا من مناقب وما سنذكر فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وقد رأته عائشة رضى الله عنها وهو في صورة دحية الكلبي قالت " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يده على معرفة فرس و هو يكلم رجلا ، قلت : رأيتك واضعا يدك على معرفة فرس دحية الكلبي و أنت تكلمه ، قال : و رأيتيه ؟ قالت : نعم ، قال : ذاك جبريل عليه السلام ، و هو يقرئك السلام .." (4) حياء ما بعده حياء .. أسوق هنا خبرين عن عائشة رضى الله عنها جاء عمي من الرضاعة فاستأذن علي فأبيت أن آذن له حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فقال إنه عمك فأذني له قالت فقلت يا رسول الله إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه عمك فليلج عليك قالت عائشة وذلك بعد أن ضرب علينا الحجاب قالت عائشة يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة (5) الخبر الاخر وهو العجب العجاب العجيب فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني واضع ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه (6) فلله درها ، إن كانت لتستحي من الاحياء فهذا أمر يسع النساء المؤمنات لكن ان تستحي من عمر وهو ميت في قبره فهذا اعجب العجب فكيف بهذه الحيية أن تطعن في عرضها وشرفها ؟ ولقد آثرت أن آتي بهذا الخبر قبل أن نذكر حادثة الافك لتعلموا مدى حقارة ودنائة الذي تولى كبره ومن سار على نهجه من اتباعه ومن الشيعة والله لا أقوم إليه ولا احمد إلا الله وها نحن على أعتاب الفتنة العظيمة ألا وهي حادثة الافك وإنها والله لمن أعظم البلاء الذي مر بالنبي صلى الله عليه وسلم على كثرة ما ابتلي به فلقد ظل قرابة 40 يوما متوقفا في امر عائشة رضى الله عنها ، وانقطع عنه الوحي هذه المدة وإنها فتنة لو حدثت في غير بيت النبوة لعصفت بهذا البيت من اول يوم فهذه عائشة رضى الله عنها وأرضاها تطعن في أغلى شئ تملكه المرأة ، تطعن في عرضها وما عرف عنها إلا الحياء والدين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تطعن في عرضها ؟ فما أخطر هذه الفتنة وما أخطر الكلمة حينما تخرج من فم منافق أفاك عليه لعائن الله تترا لا سيما ان له أعوان وأتباع يتبعونه على ما يقول ورغم شدة البلاء وهول الواقعة وذهول المسملين فثبت من ثبت وتكلم بالافك من تكلم إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل محتفظا بهدوءه وحكمته على الرغم من شدة البلاء عليه ولما لا وزوجه وحبيبة قلبه تتهم في عرضها ولم ينزل الوحي ليبرئها في ساعتها فضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلا في الصبر الجميل واحتمال الاذى لابعد مدى ، فوالله ما شك النبي صلى الله عليه وسلم في حبيبة قلبه قط وإنما عالج الامر بحكمة ويزيد البلاء على عائشة رضى الله عنها أنها كانت مريضة حين قالوا بالافك ولم تكن تعلم به ولم تجد اللطف الذي تجده من النبي حينما تكون مريضة إلا أنها لم تشعر بشئ فلما شفيت خرجت وعرفت بما يتكلم الناس زاد مرضها عما كان قبل خاصة لما عرفت انهم يتكلمون في هذا مذ شهر مضى فكأني بعائشة رضى الله عنها وقف عقلها عاجزا عن التفكير في الامر وعجز لسانها عن النطق بشئ فهيا بنا نتعرف على حديث الافك وتوابعه عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا ذكروا أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم " قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه قالت وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فادلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب علي فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم فذاك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت أنا وبنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا قد شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال قلت وماذا قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال كيف تيكم قلت أتأذن لي أن آتي أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ فقالت يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها قالت - اي عائشة - قلت سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال : أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة قالت له بريرة والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله ! قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال : أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن اجتهلته الحمية فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي قالت فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به فإن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقونني وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي قالت وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله عز وجل في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال : أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت لي أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي قالت فأنزل الله عز وجل { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم } عشر آيات فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات براءتي قالت فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله عز وجل { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم } قال حبان بن موسى قال عبد الله بن المبارك هذه أرجى آية في كتاب الله فقال أبو بكر والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري ما علمت أو ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك (7) قال بن القيم فإن قيل " فما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم توقف فى أمرها وسأل عنها وبحث واستشار وهو أعرف بالله وبمنزلته عنده وبما يليق به وهلا قال : سبحانك هذا بهتان عظيم كما قاله فضلاء الصحابة ؟ فالجواب أن هذا من تمام الحكم الباهرة التي جعل الله هذه القصة سبب لها وامتحانا وابتلاء لرسوله صلى الله عليه وسلم ولجميع الأمة إلى يوم القيامة ليرفع بهذه القصة أقواما ويضع بها آخرين ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وإيمانا ولا يزيد الظالمين إلا خسارا واقتضى تمام الامتحان والابتلاء أن حبس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي شهرا في شأنها لا يوحى إليه في ذلك شئ لتتم حكمته التي قدرها وقضاها وتظهر على أكمل الوجوه ويزداد المؤمنون الصادقون ايمانا وثباتا على العدل والصدق وحسن الظن بالله ورسوله وأهل بيته والصديقين من عباده ويزداد المنافقون إفكا ونفاقا ويظهر لرسوله وللمؤمنين سرائرهم ولتتم العبودية المرادة من الصديقة وأبويها وتتم نعمة الله عليهم ولتشتد الفاقة والرغبة منها ومن أبويها والافتقار إلى الله والذل له وحسن الظن به والرجاء له ولينقطع رجاؤها من المخلوقين وتيأس من حصول النصرة والفرج على يد أحد من الخلق ولهذا وفت هذا المقام حقه لما قال لها أبواها : قومي إليه وقد أنزل الله عليه براءتها فقالت : والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي وأيضا فكان من حكمة حبس الوحي شهرا أن القضية محصت وتمحصت واستشرفت قلوب المؤمنين أعظم استشراف إلى ما يوحيه الله إلى رسوله فيها وتطلعت إلى ذلك غاية التطلع فوافى الوحي أحوج ما كان إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته والصديق وأهله وأصحابه والمؤمنون فورد عليهم ورود الغيث على الأرض أحوج ما كانت إليه فوقع منهم أعظم موقع وألطفه وسروا به أتم السرور وحصل لهم به غاية الهناء فلو أطلع الله رسوله على حقيقة الحال من أول وهلة وأنزل الوحي على الفور بذلك لفاتت هذه الحكم وأضعافها بل أضعاف أضعافها وأيضا فإن الله سبحانه أحب أن يظهر منزلة رسوله وأهل بيته عنده وكرامتهم عليه وأن يخرج رسوله عن هذه القضية ويتولى هو بنفسه الدفاع والمنافحة عنه والرد على أعدائه وذمهم وعيبهم بأمر لا يكون له فيه عمل ولا ينسب إليه بل يكون هو وحده المتولي لذلك الثائر لرسوله وأهل بيته رميت زوجته فلم يكن يليق به أن يشهد ببراءتها مع علمه أو ظنه الظن المقارب للعلم ببراءتها ولم يظن بها سوءا قط وحاشاه وحاشاها ولذلك لما استعذر من أهل الإفك قال : [ من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي ] فكان عنده من القرائن التي تشهد ببراءة الصديقة أكثر مما عند المؤمنين ولكن لكمال صبره وثباته ورفقه وحسن ظنه بربه وثقته به وفى مقام الصبر والثبات وحسن الظن بالله حقه حتى جاءه الوحي بما أقر عينه وسر قلبه وعظم قدره وظهر لأمته احتفال ربه به واعتناؤه بشأنه " (8) ووالله لو لم تكن لعائشة غير هذه المنقبة ألا وهي تبرءة الله تبارك وتعالى لها لكفت فسبحان الله كم عميت أبصار وبصائر ، وصمت آذان عن سماع الحقائق ولكن أمر الله غالب فهي الحصان الرزان المبرة من فوق سبع سماوات وإن رغمت انوف ولو وقفنا على ما في هذا الحديث من فوائد ونكات لاحتجنا موضوع مستقل فهل نتحدث عن خطورة الكلمة أم عن صبر النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته أم عن عائشة وما ألم بها أم عن قول بريرة أم عن ذكاء واحتراز سعد بن معاذ أم عن صيانة الله تعالى لامهات المؤمنين عن الخوض في حديث الافك أم أم أم .. لكن يكفي في هذا المقام أن نقول ان الله تعالى هو القائل " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا " الحج38 فلم تدافع عائشة عن نفسها كما رأينا في الحديث بل وما كانت تظن ان ينزل فيها قرءان يتلى ، فدافع عنها الله تبارك وتعالى فلم تكن برائتها مجرد رؤية يراها النبي صلى الله عليه وسلم فيبشرها بها وببراءتها بل كانت براءتها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة فهل علمتم قدر أمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها ؟______________________________[size=9]_______________________________________[/size]
(1) متفق عليه واللفظ للبخاري (2) اخرجه مسلم (3) متفق عليه (4) رواه احمد ، قال الالباني في الصحيحة " و إسناده حسن في الشواهد ، و قد أخرجه ابن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عنها نحوه ، دون إقراء السلام ... و إسناده قوي بما قبله (5) متفق عليه (6) رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (7) متفق عليه واللفظ لمسلم (8) زاد المعاد لابن قيم الجوزية وحيد نسجه
| |
|
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
| موضوع: رد: دمي للذب عن عرض أمي الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:47 am | |
| أيام عصيبة ومنقبة أخرى
يا لها من أيام عصيبة ، بل هي أشد أيام مرت على الامة جمعاء الا وهي الايام التى سبقت موت النبي صلى الله عليه وسلم والتحاقه بالرفيق الاعلى
ولقد سبق وفاته علامات واشارات كثيرة منها ما كان قبل الوفاة بعام ومنها ما هو دون ذلك لكن نذكر ما كان قبيل الوفاة بيام
قالت أمنا عائشة رضى الله عنها " وا رأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك ف قالت عائشة وا ثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذاك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أنا وا رأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون " (1)
واشتد الوجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يوعك وعكا شديد
فعن عبد الله بن مسعود أنه قال " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديدا فمسسته بيدي فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم فقلت ذلك أن لك أجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه إلا حط الله له سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " (2)
وكان من شدة الوجع أنه لم يتسطع ان يصلى بالناس
فعن امنا عائشة قالت " لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يوذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل قلت إن أبا بكر رجل أسيف إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة فقال مروا أبا بكر فليصل فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل فصلى وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يهادى بين رجلين كأني أنظر إليه يخط برجليه الأرض فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر فأشار إليه أن صل فتأخر أبو بكر رضي الله عنه وقعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير " (3)
عن انس بن مالك قال " أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة فأشار إلينا النبي صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر فتوفي من يومه " (4)
واشتد الوجع على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر واكثر فكان يغشى عليه
عن عائشة رضى الله عنها قالت " دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت فسألنا عن ذلك فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت " (5)
وعنها انها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا أو يخير ، فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم في الرفيق الأعلى فقلت -اي عائشة - إذا لا يجاورنا فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح " (6)
وعنها انها قالت " إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وقلت ألينه لك فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو علبة يشك عمر فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده " (7)
وقد قال لعائشة قبل موقته " إنه ليهون علي الموت أن أريتك زوجتي في الجنة . يعني عائشة " (8)
وعن أنس بن مالك قال " لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام وا كرب أباه ،فقال لها ليس على أبيك كرب بعد اليوم فلما مات قالت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب " (9)
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة ، كانت درعه مرهونة عند يهودي
وكلنا نعلم ما حدث من عمر بن الخطاب وكيف تصرف أبو بكر الصديق بكل ثبات في هذا الموقف فلما مات رسول الله أظلم من المدينة كل شئ وخيم الحزن على جميع الناس
فعزاؤنا في أي مصاب ان نتذكر مصابنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم
السمات المميزة لأمنا عائشة
أخوتي في الله تعالوا بنا نتطوف في رحاب سمات ومميزات أمنا عائشة رضى الله عنها التى عرف عنها العلم والورع والديانه والزهد والايثار والانفاق والجود فهي من المكثرين في الرواية عن رسول الله ، بل ما كان أحد أروى منها لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا أبي هريرة رضى الله عنه وأرضاه
ومما يذكر في علمها
قال الزهري : و جمع علم عائشة الى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وجميع النساء كان علم عائشة رضي الله عنها أكثر.
وعن مسروق قال: نحلف بالله لقد رأينا الاكابر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عائشة عن الفرائض.
وعن أبي موسى الأشعري قال: ما اشكل علينا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسالنا عائشة عنه الا وجدنا عندها منه علماً.
وعن عروة عن ابيه قال: ما رأيت أحداً من الناس اعلم ب القرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضي الله عنها.
وكان لعائشة رضى الله عنها وأرضاها استدراكات على الصحابة في مسائل عدة وكان الحق معها في أغلبها حتى ان الزركشي صنف كتابا سماه " الاجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة "
فرأينا علم عائشة كيف كان
فلنذهب إلى كرمها وجودها وزهدها
أكرم بأم المؤمنين وكرمها وزهدها فهي بنت الصديق الاكبر الذي كان جوادا كريما سخيا زاهدا فهو الذي تصدق بكل ماله - دون رأس ماله - وهو الذي اعتق بلال ، وهو الذي كان ينفق على مسطح ، وهو الذي نزل فيه قول ربنا تعالى " وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى{17} الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى{18} وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى{19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى{20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى{21} " الليل
فكان أبو بكر رضى الله عنه آية في الانفاق والجود والكلام عن جود الصديق لا ينتهي
وهي زوج من ؟ هي زوج سيد البشر وامام الانبياء سيد الاتقياء وسيد المنفقين وامام الكرماء فمن في جود النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان حين يدارسه جبريل القرآن
وكان ربما ابتاع احد الناس من السوق وسد عنه النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يرد سائلا والاخبار في هذا كثيرة جدا
فإن كان هذا حال زوجها وحال أبيها فكيف ستكون ؟
فهي الجوادة التقية النقية الذكية المنفقة السخية
فعنها رضى الله عنها قالت " ما شبعت بعد النبي صلى الله عليه وسلم من طعام إلا ولو شئت أن أبكي لبكيت ، وما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم حتى قبض " (10)
عن عروة قال : رأيتها - أي عائشة - تقسم سبعين ألفا وهي ترقع درعها (11)
عن أم ذرة قالت: بعث بن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس. قال: فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري. فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت. (12)
وعن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة كست عبد الله بن الزبير مطرف خز كانت تلبسه. (13)
عن أبي سعيد أن داخلا دخل على عائشة وهي تخيط نقبة لها فقال: يا أم المؤمنين أليس قد أكثر الله الخير؟ قالت: دعنا منك، لا جديد لمن لا خلق له. (14)
وعن عروة قال : كانت عائشة رضى الله عنها لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله تعالى إلا تصدقت به
وعنه ايضا قال أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله تعالى عنها بمائة ألف، فوالله ما غابت الشمس، عن ذلك اليوم حتى فرقتها، قالت مولاة لها: لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحماً، فقالت: لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت.(15)
وغيرها مما ورد في كرمها زهدها
الصائمة العابدة
كانت عائشة رضى الله عنها تصوم الدهر كله إلا العيدين
يقول عروة : كانت تسرد الصوم ويقول القاسم : كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر .
وإن أمنا في يوم من الايام جلست تبكي ، ترى لماذا كانت تبكي ؟
عن جابر رضي الله عنه أنه قال " أقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد وأقبلت عائشة رضي الله عنها بعمرة حتى إذا كنا بسرف عركت حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة والصفا والمروة فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحل منا من لم يكن معه هدي قال فقلنا حل ماذا قال الحل كله فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال ثم أهللنا يوم التروية ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فوجدها تبكي فقال ما شأنك قالت شأني أني قد حضت وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن فقال إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهلي بالحج ففعلت ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت بالكعبة والصفا والمروة ثم قال قد حللت من حجك وعمرتك جميعا فقالت يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت قال فاذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم وذلك ليلة الحصبة " (16)
فأين نساء اليوم ؟ أين التى تضيع الصلاة من بحجة اعداد الطعام وترتيب البيت ؟
بل وانظروا إلى أين بلغ حرصها على العبادة وحب ما يحب الله ورسوله
فعنها أنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت " استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال جهادكن الحج " (17)
وعنها انها قالت " يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد قال لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور " (18)
بل وكانت تشارك عائشة في ميادين الجهاد مما رخص الشرع فيه للناساء من تمريض وحمل للماء وغيرها عن أنس رضي الله عنه قال " لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب وقال غيره تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم -يعني تسقى القوم - " (19)
خوفها وورعها
عن عوف بن مالك بن الطفيل ان عائشة حدثت ان عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء اعطته عائشة: والله لتنتهين عائشة أو لاحجرن عليها. فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم قالت: هو لله عليَّ نذر ان لا أكلم ابن الزبير أبداً.
فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة فقالت: لا والله لا أشفع فيه أبداً ولا أتحنث الى نذري فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زُهرة وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة فانها لا يحل ان تنذر قطيعتي. فاقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بارديتهما حتى استاذنا على عائشة فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أندخل؟ قالت عائشة: ادخلوا. قالوا: كلنا؟ قالت: نعم ادخلوا كلّكم ، ولا تعلم ان معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي. وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها الا ما كلمته وقبلت منه، ويقولان لها: ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة فانه لا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول: اني نذرت والنذر شديد ، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير واعتقت في نذرها ذلك أربعين دقبة وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل بدموعها خمارها " (20)
عن عائشة رضي الله عنها: أنها قتلت جانا، فأتيت في منامها: والله لقد قتلت مسلما. قالت: لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. فقيل: أو كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك. فأصبحت فزعة، فأمرت باثني عشر ألف درهم، فجعلتها في سبيل الله (21)
بلاغتها وفصاحتها
كانت امنا عائشة فصيحة بليغة وكانت تحفظ الشعر ،
عن هشام، عن أبيه عروة قال: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا وأكثر (22)
قال عروة لامنا عائشة : لا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس ; أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس. (23)
وعن عن هشام، عن أبيه، قال: لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت، ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا طب، منها.(24)
عن الشعبي: أن عائشة قالت: رويت للبيد نحوا من ألف بيت وكان الشعبي يذكرها، فيتعجب من فقهها وعلمها، ثم يقول: ما ظنكم بأدب النبوة.(25)
عن هشام بن عروة، عن أبيه: أنها أنشدت بيت لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الاجرب فقالت: رحم الله لبيدا، فكيف لو رأى زماننا هذا ! قال عروة: رحم الله أم المؤمنين ؟ فكيف لو أدركت زماننا هذا. قال هشام: رحم الله أبي، فكيف لو رأى زماننا هذا ! قال كاتبه: سمعناه مسلسلا بهذا القول بإسناد مقارب. (26)
رحمهم الله جميعا فكيف لو رأوا زماننا هذا وما فيه من الطوام ؟
من أين لها الطب
عن الشعبي قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، هذا القرآن تلقيته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الحلال والحرام ; وهذا الشعر والنسب والاخبار سمعتها من أبيك وغيره ; فما بال الطب ؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يزال الرجل يشكو علة، فيسأله عن دوائها. فيخبره بذلك. فحفظت ما كان يصفه لهم وفهمته. (27)
وعن عروة قال لعائشة: يا أمتاه، لا أعجب من فقهك ; أقول: زوجة نبي الله، وابنة أبي بكر. ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس ; أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس. ولكن أعجب من علمك بالطب [ كيف هو ومن ] أين هو، أو ما هو ! قال: فضربت على منكبه، وقالت: أي عرية، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه، فتنعت له الانعات، وكنت أعالجها له، فمن ثم - أي هذا الذي جعلك عالمة بالطب - (28)
عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أعلم بالطب من عائشة رضي الله عنها. فقلت: يا خالة، ممن تعلمت الطب ؟ قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه. لبعض، فأحفظه. (29)
__________________________________________________ __________________
(1) أخرجه البخاري (2) متفق عليه (3) اخرجه البخاري (4) متفق عليه (5) متفق عليه (6) متفق عليه (7) أخرجه البخاري (8) رواه الحسين المروزي في " زوائد الزهد " وحسنه الالباني بمجموع طرقه (9) أخرجه البخاري (10) رواه احمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية (11) رواه احمد في الزهد (12) رواه بن سعد في الطبقات (13) رواه بن سعد في الطبقات (14) رواه ابن سعد في الطبقات (15) رواه أبو نعيم في الحلية (16) رواه مسلم (17) رواه البخاري (18) رواه البخاري (19) رواه البخاري (20) أخرجه البخاري (21) ذكره الذهبي في السير وقال الارناؤوط رجاله ثقات (22) رواه بن سعد في الطبقات (23) أخرجه احمد في المسند (24) رواه الذهبي في السير وقال الارناؤوط رجاله ثقات (25) ذكره الذهبي في السير (26) ذكره الذهبي في السير (27) ذكره الذهبي في السير (28) رواه احمد وابو نعيم والذهبي (29) رواه الذهبي في السير | |
|
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
| موضوع: رد: دمي للذب عن عرض أمي الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:48 am | |
| بعد أن ذكرنا حياة امنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها مع النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم ذكرنا جانب من سماتها الشخصية فتعالوا لناخذ جانبا من حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم لقد عاشت أمنا بعد انبي صلى الله عليه وسلم قرابة 47 عاما ، تحمل فيها مشاعل الهداية للامة جمعاء فكانت جامعة عالمة ربانية تعلم العلم ويأتيها طلاب العلم من كل مكان وقد رأينا في البداية طرف من الرواة عنها فما بالكم لو ذكرنا كل من رواى عنها ؟ فعلمت النساء وعلمت الرجال وكانت كما أسلفنا من أروى الناس لحديث النبي صلى الله عليه وسلم وما زاد عنها في الرواية سوى أبي هريرة رضى الله عنه ورأينا ونحن نتحدث عن علمها كيف كان وإلى أي مدى كان فظلت عائشة صلى الله عليه وسلم على الدرب وكما تعلمت من النبي صلى الله عليه وسلم علمت المسلمين وكانت تستدرك على الصحابة وتصحح الأخطاء حسب ما تعلم وكما ذكرنا ان الامام الزركشي صنف كتابا لاستدراكات عائشة على الصحابة رضوان الله عليهم وما لبث أن مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق به أبو بكر الصديق خليفته وحبيبه وصاحبه قالت أمنا : لما حضر أبو بكر قلت كلمة من قول حاتم - اي حاتم الطائي - : لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال: لا تقولي هكذا يا بنية ولكن قولي: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، انظروا ملاءتي هاتين فإذا مت فاغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت.(1) عن عبد الله بن عمر قال : كان سبب موت أبي بكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كمد فما زال جسمه يحري حتى مات وعن ابن هشام أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان حريرة أهديت لأبي بكر. فقال الحارث لأبي بكر: ارفع يا خليفة رسول الله والله ان فيها لسم سنة وأنا وأنت نموت في يوم واحد فرفع يديه فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة. وقيل: كان بدء مرضه أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ خمسة عشر يوماً. وعن أبي السفر قال: مرض أبو بكر فعاده الناس، فقالوا: ألا ندعو الطبيب؟ قال قد رآني. قالوا: فأيَّ شيءٍ قال لك؟ قال: اني فعَّال لما أريد. وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط قال: لما حضر أبا بكر الصديق الموت دعا عمر فقال له : اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وانه لا يقبل نافلة حتى تؤدي فريضته، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم، حق لميزان يوضع فيه الحقُ غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بأتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحقَّ لميزانٍ يوضع فيه الباطل غداً أن يكون خفيفاً، وان الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت: اني لأخاف أن لا الحق بهم وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه فإذا ذكرتهم قالت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء ليكون العبد راغباً راهباً، لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمة الله. فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك، وإن أنت ضيعّت وصيتي فلا يك غائب أبغض إليك من الموت، ولست تعجزه. وعن عائشة قالت: لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال: انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي، فنظرنا فإذا عبدٌ نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح كان يسقي بستانا له، فبعثنا بهما إلى عمر. قالت: فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال: رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباً شديداً. وعنها قالت: لما حضر أبا بكر الوفاة جلس فتشهد ثم قال: " أما بعد يا بنية، فان أحب الناس غنىً إلي بعدي أنتِ، وإن أعز الناس علي فقراً بعدي أنت، وإني كنت نحلتُك جدادا عشرين وسقا من مالي فوددت والله انك حزته وإنما هو أخواك وأختاك قالت قلت هذان أخواي فمن أختاي قال ذو بطن ابنة خارجة فإني أظنها جارية وفي رواية قد القي في روعي أنها جارية فولدت أم كلثوم. وعنها قالت : لما ثقل أبو بكر قال أي يوم هذا قلنا يوم الاثنين قال فإني أرجو ما بيني وبين الليل قالت وكان عليه ثوب عليه ردع من مشق فقال :إذا أنا مت فاغسلوا ثوبي هذا وضموا إليه ثوبين جديدين وكفنوني في ثلاثة أثواب فقلنا أفلا نجعلها جددا كلها قال :لا إنما هو للمهلة فمات ليلة الثلاثاء. (2) " وكان آخر ما تكلم به تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين [يوسف: 101]. ولم يترك ثروة طائلة، وإنما ترك ذكرى طيبة. وحسبه أنه جمع المسلمين، ووحّد كلمتهم، وأمَّن حدود الدولة، ولقَّن الأعداء درسًا لا يُنسى. قال أهل اليسر توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين وأوصى أن تغسله أسماء زوجته فغسلته وأن يدفن إلى جنب رسول الله. صلى الله عليه وسلم وصلى عليه عمر بين القبر والمنبر ونزل في حفرته ابنه عبد الرحمن وعمر وعثمان وطلحة بن عبيد الله. رحمه الله ورضي عنه وحشرنا في زمرته أماتنا على سنته ومحبته." (3) وبعد أن مات خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلت الصديقة بنت الصديق على الدرب كما هي منارة العلم والادب وتولى عمر بن الخطاب زمام الامور وبعد حياة حافلة بالانجازات والفتوحات والبركات نام عمر على فراش الموت وهنا نذكر إيثار عجيب لأمنا عائشة رضى الله عنها فلقد آثرت الفاروق على نفسها ، لكن ترى في ماذا؟ قال عمر بن الخطاب وهو في سياق الموت لابنه عبد الله رضى الله عنهما : انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم واستأذن - أي بن عمر - ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه فقالت : كنت أريده لنفسي ولأوثرن به اليوم على نفسي (4) يا الله ما ها الايثار العجيب رضوان الله عليك يا امنا وبعد أن مات عمر الفاروق عمر رضى الله عنه تولى الإمارة من بعده الحيي التقي عثمان بن عفان ذي النورين وكان عثمان خير خلف لخير سلف وفي اواخر عهده اندلعت نار الفتنة التى اشعل نارها المجوسي اليهودي عليه من الله اللعائن عبد الله بن سبأ ومات عثمان مقتولا شهيدا كما نعلم وكما بشره النبي صلى الله عليه وسلم ومن هنا نأخذ الخيط لنتكلم عن فترة عاشتها امنا عائشة وخرجت من مكة - لانها كانت حاجة حين إذ - إلى البصرة لأمر ما ثم ندمت بعد ذلك على هذا ندما شديدا فهيل بنا نتعرف على هذه الفترة أيتكن صاحبة الجمل الأدبب لما قتل عثمان رضى الله عنه تولى من بعده اسد الله الغالب على بن أبي طالب رضى الله عنه وأرضاه فطالب طلحة والزبير بالثأر ممن قتل عثمان واقامة الحد عليهم ، وكذا طالب معاوية وأخر بيعته لعلى حتى يقيم الحد على قتلة عثمان وكما نعلم ان الشيعة شغبوا على صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وكذبوا على معاوية وقالوا انه أراد البيعة لنفسه وكذبوا على عمرو بن العاص وصوره كاذب وكذبوا على أبو موسى الاشعري وصوره مغفلا وغيرها من كذباتهم وادعاءاتهم وخرفاتهم ولمن أراد ان يتعرف على ما حدث في هذه الحقبة الملتهبة فليرجع لكتاب شيخنا الحبيب محمد حسان " الفتنة بين الصحابة ،قراءة جديدة لاستخراج الحق من بين ركام الباطل " فلقد أصل فيه الشيخ وفصل وبين الامر وكما قال ونحن نقول إن الحق كان مع على رضى الله عنه وأرضاه لكن معاوية وطلحة والزبير وأمنا عائشة وغيرهم ما أرادوا إلا الخير فهم يطالبون بدم عثمان عن قيس بن حازم قال " لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب قالت : أي ماء هذا قالوا : ماء الحوأب قالت : ما أظنني إلا أني راجعة فقال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب " (5) وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه : " ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب ، يقتل عنيمينها و عن يسارها قتلى كثير ، ثم تنجو بعد ما كادت " .(6) فأمنا ما خرجت إلا للخير والاصلاح والحث على المطالبة بدم عثمان فعن بد الله بن زياد الأسدي قال " لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول : إن عائشة قد سارت إلى البصرة و والله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي " (7) ولكن تحققت نبؤة النبي صلى الله عليه وسم وحدثت موقعة الجمل التى ما أشعل نارها إلا الموتورين من اتباع بن سبأ لعنه الله بعد أن كاد الحيان يصطلحان بل بالعفل اصطلحوا لكن بن سبا ومن معه أشعلوها ليلا فاندس طائفة منهم في من كان مع على ، واندست طائفة اخرى في من كان مع طلحة والزبير ، فبدأو برمي الرماح والضرب بالسيوف ، زظن كل فريق من الفريقين أن الفريق الاخر قد خدعه فما كانت هذه الفتنة إلا رغما عن الصحابة رضى الله عنهم وما كان لاحدهم اي دخل من قريب أو بعيد فيها قال الامام الطحاوي " فجرت فتنة الجمل على غير اختيار من علي ولا من طلحة ، وإنما أثارها المفسدون على غير اختيار السابقين " (8) وقال الذهبي " إن الفريقين اصطلحا ، وليس لعلي ولال لطلحة قصد القتال ، بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة ، فترامى أوباش الطائفتين بالنبل ، وشبت الحرب ، وثارت النفوس " (9) وقد اعتزل هذه الفتنة نفر من الصحابة وقتل قتلى كثيرون حول السيدة عائشة رضى الله عنها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وندمت عائشة ندما شديدا على خروجها وكانت تبكي بكاءا شديدا فعن عمارة بن عمير قال: حدثني من سمع عائشة ، عليها السلام، إذا قرأت هذه الآية: وقرن في بيوتكن، بكت حتى تبل خمارها. (10) و عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قالت عائشة : وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا. (11) و عن عبيدة بن سعد عن عائشة أنها سئلت عن مسيرها فقالت : كان قدرا. ( 12) قال الذهبي " ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورهما يوم الجمل، وما ظنت أن الامر يبلغ ما بلغ." (13) وقال الذهبي " قلت: قد سقت وقعة الجمل ملخصة في مناقب علي، وإن عليا وقف على خباء عائشة يلومها على مسيرها. فقالت: يا ابن أبي طالب، ملكت فاسجع - اي فاصفح واعفوا - . فجهزها إلى المدينة، وأعطاها اثني عشر ألفا. فرضي الله عنه وعنها." (14) رضى الله عن أمنا عائشة وسائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وسائر أصحابه عائشة على فراش الموت لقد كتب الفناء على كل شئ فالموت كأس الكل شاربه ، والموت نهر الكل وارده قرن الفناء بنا جميعا ... فلا يبقى عزيز ولا ذليل وها هي أمنا عائشة رضى الله عنها على فراش الموت بعد حياة مليئة بالكفاح والافراح والاطراح لتقضى نحبها فهي من الذين لم يبدلوا تبديلا ولو ان الخلد لاحد لكان أولى به النبي صلى الله عليه وسلم لكنه قدر الله وأمره كان مفعولا فعن ابن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة قالت أخشى أن يثني علي فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين قالت ائذنوا له فقال كيف تجدينك قالت بخير إن اتقيت قال فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء ودخل ابن الزبير خلافه فقالت دخل ابن عباس فأثنى علي ووددت أني كنت نسيا منسيا . (15) ماتت عائشة رضى الله عنها ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين أزواج سيد المرسلين وذلك في ليلة الثلاثاء في اليوم السابع عشر من شهر مضان ودفنت من ليتها بعد صلاة الوتر فصلى عليها أبو هريرة رضى الله عنه واجتمع الناس وحضروا جنازتها فهنيئا لأمنا الجنة فهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة فهي تركت دار البلاء إلى دار النعيم المقيم ، دار السلام مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فرضى الله عنها وأرضاها وألحقنا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه في جنات النعيم ما شأن أم المؤمنين وشأني ,, هدي المحب لها وضل الشانئ إني أقول مبينا عن فضلها ,, ومترجما عن قولها بلساني يا مبغضي لا تأتي قبر محمد ,, فالبيت بيتي والمكان مكاني إني خصصت على نساء محمد ,, بصفات بر تحتهن معان وسبقتهن إلى الفضائل كلها ,, فالسبق سبقي والعنان عناني مرض النبي ومات بين ترائبي ,, فاليوم يومي والزمان زماني زوجي رسول الله لم أرى غيره ,, الله زوجني بــه وحبانـي وأتاه جبريل الأمين بصورتي ,, فأحبني المختار حين رآني أنا بكره العذراء عندي سره ,, وضجيعه فى منزلي قمران وتكلم الله العظيــــم بحجــــتي ,, و برائتي فى محكم القران والله خفرني و عظم حرمتي ,,و على لسان نبيــــه براني والله فى القرآن قد لعن الذي .,, بعد البراءة بالقبيح رماني و الله وبخ من أراد تنقصي ,, إفكا وسبح نفسه في شأني إنى لمحصنـة الأزار بريئة ,, ودليل حسن طهارتي إحصاني و الله أحصننى بخاتم رسله .,, و أذل أهــــل الإفك والبهتان وسمعت وحي الله عند محمد ,, من جبرئيل ونـوره يغشاني أوحى إليه وكنت تحت ثيابه ,, فحـــنى علي بثوبه خبــــاني من ذا يفاخرلي وينكر صحبتي ,, ومحمـــد في حجره ربانــي وأخذت عن أبوي دين محمد ,, وهما على الإسلام مصطحبان وأبى أقام الدين بعد محمد ,, فالنصل نصلي والسنان سناني والفخر فخري والخلافة فى أبي ,, حسبـي بهذا مفخرا وكفاني وأنا إبنة الصديق صاحب أحمد ,, و حبيبه فى السر والإعلاني نصر النبي بماله وفعــــاله ,, وخروجه معه من الأوطــــان ثانيه فى الغار الذي سد الكوى ,, بردائه فأكرم به من ثانــي وجفى الغنا حتى تخلل بالعبا ,, زهدا وأذعن أيمــا إذعــان و تخللت معه ملائكة السما ,, وأتته بشرى الله بالرضوان وهو الذي لم يخش لومة لائم ,, فى قتل أهل البغي والعدوان قتل الذين منعوا الزكاة بكفرهم ,, وأذل أهل الكفر والطغيان سبق الصحابة والقرابة للهدى ,, هوشيخهم فى الفضل والإحسان والله ما استبقوا لنيل فضيلة ,, مثل استباق الخيل يوم رهان الأوطار أبي إلى عليائها ,, فمكانه منها أجـــــل مكـــان ويل لعبد خان آل محمد ,, بعداوة الأزواج والأختـــان طوبى لمن والى جماعة صحبه ,, ويكون من احبابه الحسنان بين الصحابة و القرابة ألفة ,, لا تستحيل بنزغة الشيطان هم كالأصابع فى اليدين تواصلا ,, هل يستوي كف بغير بنان حصرت صدور الكافرين بوالدي ,, و قلوبهم ملئت من الأضغان حب البتول و بَعلها لم يختلف ,, من ملة الإسلام فيه اثنان أكرم بأربعـــة أئمـــــة شرعنا ,, فهمُ لبيت الدين كالأركــان نسجت مودتهم سدى فى لحمة ,, فبناؤها مـــن أثبت البنيان الله ألــــف بين ود قلوبهــــم ,, ليغيــــظ كـــــل منافق طعان رحماء بينهم صفت أخلاقـهــم ,, وخلــــت قلوبهم من الشنآني فدخولهم بين الأحبة كلـــــفة ,, .و سبابهم سبب إلى الحرمان جمع الإله المسلمين على أبي ,, .واستبدلوا من خوفهم بأمان و إذا أراد الله نصرت عبده ,, من ذا يطيق له على خذلان من حبني فليجتنب من سبني ,, إن كان صان محبتي ورعاني و إذا محبي قد ألظ بمبغضى ,, فكلا هما فى البغض مستويان أني لطيبة خلقت لطيــب ,, ونساء أحمد أطيب النسـوان أني لأم المؤمنين فمــن أبى ,, حبي فسوف يبوء بالخسران الله حببنـي لقـلب نبيــــه . ,, وإلى الصراط المستقيم هداني والله يكــرم من أراد كرامتـى,, ويهين ربى من أراد هواني والله أســـاله زيادة فضلـه ,, وحمدته شكرا لمـا أولاني يا من يلوذ بأهل بيت محمد ,, يرجو بذلك رحمة الرحمــن صل أمهات المؤمنين ولا تحد ,, عنـــــا فتسلب حلة الإيمان إني لصادقة المقال كريمـــة ,, أي والذي ذلت له الثقلان خذها إليك فأنمــا هي روضة ,, محفوفة بالـروح والريحان صـلى الإله على النبى وآلــه ,, فبهــــم تشم أزاهر البستان (15) _______________________________
(1) رواه بن سعد في الطبقات (2) أخرجه البخاري (3) من سلسلة رفع الهمة بهدي سلف الامة (4) رواه البخاري (5) أخرجه أحمد في مسنده (6) رواه البزار وصححه الالباني (7) رواه البخاري (8) شرح العقيدة الطحاوية (9) تاريخ الاسلام للذهبي (10) رواه بن سعد في الطبقات (11) رواه بن ابي شيبة في مصنفه (12) رواه بن ابي شيبة في مصنفه (13) سير اعلام النبلاء (14) سير أعلام النبلاء (15) الابيات لابن العديم قاضي حلب - وهناك من قال انها لابن بهيج الاندلسي -
| |
|
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
| موضوع: رد: دمي للذب عن عرض أمي الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:49 am | |
| كلمة النهاية
في النهاية أقول إن منا عائشة بسيرتها التى رأينا لا تحتاج لأحد ليدافع عنها ، فالله تعالى يدافع عن المؤمنين لكن حتى نستطيع أن نجاوب ربنا حين يسألنا ماذا فعلتم لما طعن في عائشة ؟
فإن مجرد ذكر سيرتها لهو خير دفاع ، فمحال بمن كانت هذه سيرتها أن تكون كما يصف الأفاكون
فما كان مقصدي أن آتي وأفند ما قاله هذا البغيض أو غيره ثم أرد عليها لا فهذا ليس لي وإنما قد رد عليه شيوخنا وعلمائنا كاشيخ محمد عبد الملك الزغبي والشيخ سعد عرفات والشيخ محمود المصري وغيرهم ...
لكن كان مقصدي أن نبين للناس من هي عائشة رضى الله عنها التى يطعنون فيها ويتهمونها بأقبح الاتهامات التى لو وجهت لاي شخص عادي لما ارتاح له بال حتى يثأر لنفسه بأي صورة حتى لو قتل هذا اشخص
فعائشة رضى الله عنه بسيرتها ترد على هؤلاء الشرذمة الأوباش
ويكفيها شرفا أن الله تبارك وتعالى برأها مما قال الاول ، وممن يسير على نهجه وفحشه
وانا الحقيقة قد استفدت هذا العنوان " دمي للذب عن عرض أمي " أو " دمي فداءاً للذب عن عرض أمي " من احد مشايخنا الافاضل - الشيخ محمد رمضان - لما كان يتحدث عن أمنا عائشة رضى الله عنها وما دورنا تجاه أمنا المبرأة من فوق سبع سماوات
ومن هذا المنطلق اقول لكل بنت كوني عائشة بطبيعة الحال لا اقصد مثل عائشة تماما ، فمن هي التى تكون مثل عائشة تماما ؟!
لكن ما اقصده أن التشبه بالصالحين فلاح
فكوني عائشة في خلقها كوني عائشة في جودها وكرمها كوني عائشة في زهدها وورعها
كوني عائشة وتعلمي العلم وعلميه لأخواتك وأبنائك وبناتك
كوني عائشة بحجابك وعفتك وسترك
كوني عائشة العابدة الصائمة
ربي لنا عائشة ربي لنا بناتا يحملن هم الدين لا هم التزيين
ربي لنا بناتا يحملن هم الاسلام لا هم الهندام
ربي لنا بناتا كفاطمة بنت سعيد بن المسيب التى قالت لزوجها في اول يوم لهما اجلس اعلمك علم سعيد
أختاه انتِ على ثغر من ثغور الاسلام ، فلا يؤتى الاسلام من قبلكِ
وأيضا فالكلام للآباء ، اتقوا الله في بناتكم ، علموهن الادب والحشمة والوقار والحياء أدبوهن بأدب الاسلام كما تأدبت عائشة رضى الله عنها بأدب النبي العدنان
وكلمة أخيرة قبل ان أنهي لمن كان له مسحة من عقل
لو أنني أتيت شخصا وهذا الشخص يحب زوجته حبا لا يوصف - حتى لو لم يكن يحبها - وقلت له والله إنني احبك إلا ان أمراتك هذه فاحشة خبيثة .... إلخ ، فهل انا بهذا أحبه ؟ ، وبالله عليكم ماذا سيفعل معي ؟
فما بالكم بمن يسب حبيبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يزعم انه يحب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى نفس الامر فقس ، من يسب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا يحب النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أيزكيهم النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ويزيكهم ربهم جل وعلا ويسبهم هؤلاء السفهاء ثم يزعمون محبة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ثم ثمة شئ مهم جدا بخلاف كفر من سب أمنا رضى الله عنها بإجماع
إن الذي يسب أمنا عائشة رضى الله عنها ويصفها بأي وصف وقح مثله
فإنه يتهم النبي بشئ من اثنين
أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مغفل - حاشاه بأبي وأمي وروحي - فإنه كان يحبها ولا علم أنها تخادعه وتتحايل عليه ، وهذا ممتنع في حق النبلاء الاذكياء فكيف في حق النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهو سيد النبلاء وهو سيد الاذكياء ؟ ثم لما لم ينزل عليه الوحي ليخبره بأنها مخادعة فطلقها ؟
ثانيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كاذب - حاشاه بأبي وأمي وروحي - ، فهو كان يعلم وصبر عليها وحاول معها ، إذا فكيف أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانها زوجته في الجنة ؟ ، وكيف يحبها وهي كذلك ؟
رحم الله شيخ الاسلام بن القيم ، قال في الصواعق المرسلة " وأما الرافضة فقدحهم وطعنهم في الأصل الثاني وهو شهادة أن محمدا رسول الله وإن كانوا يظهرون موالاة أهل بيت الرسول ومحبتهم قال طائفة من أهل العلم منهم مالك بن أنس وغيره هؤلاء قوم أرادوا الطعن في رسول الله فلم يمكنهم ذلك فطعنوا في الصحابة ليقول القائل رجل سوء كان له أصحاب سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين " ورحم الله الامام مالك بما قاله ونقله عنه بن القيم
فهم بطعنهم في أمنا عائشة رضى الله عليها يطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم
فهل ترضوا أن يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هذه كانت كلمة لمن عنده فقط ذرة عقل لا اقول عقل كامل
وأخيرا أقول ما أردت ان أطيل في الموضوع أكثر من ذلك ، فلكل حادثة تعليقات تحتاج إلى مواضيع لكني آثرت الاختصار قدر الامكان حتى أني تركت كثيرا من الاخبار في كل باب خشية الاطالة
هذا جهد المقل بين يديك فاقبله بدعوة صادقة بظهر الغيب
وأبرأ من حولي وقوتي فلا حول لي ولا قوة إلا بالله
فما كان من توفيق فهو محض فضل الله
وما كان من خطأ أو سهو فمني ومن الشيطان
اللهم اجعل عملنا كله صالحا ، واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لاحد غيرك شيئا اللهم علمنا ما جهلنا ، وانفعنا بما علمتنا ، واجعل ما علمتنا حجة لنا لا علينا
اسأل الله تعالى أن يجعل ما قرأتم زادا إلى حسن المسير إليه وعتادا إلى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
سبحانك اللهم وبحمك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
__________________________________________________ __________________
المراجع :
1- صحيح الامام البخاري 2- صحيح الامام مسلم 3- مسند الامام احمد 4- مسند البزار " البحر الزخار " 5- مسند أبي يعلى الموصلي 6- مصنف بن أبي شيبة 7- مستدرك الحاكم 8- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي 9- السلسلة الصحيحة للشيخ الالباني 10 - سنن الترمذي 11- صحيح وضعيف سنن الترمذي للشيخ الالباني 12- سير أعلام النبلاء للذهبي 13- الطبقات الكبرى لابن سعد 14- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني 15- صفة الصفوة لابن الجوزي 16- تاريخ الاسلام للذهبي 17- الزهد للامام أحمد 18- زاد المعاد لابن القيم 19- صحابيات حول الرسول للشيخ محمود المصري 20 - الفتنة بين الصحابة للشيخ محمد حسان
والحمد لله رب العالمين | |
|