كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد
اختفت "كاميليا شحاتة" زوجة أحد الكهنة، وقامت مظاهرات كنسيَّة تدَّعي
-كما هي العادة- أن المسلمين قد اختطفوها، ثم أُعلن أنه تم العثور عليها
وتسليمها للكنيسة، وأن الدافع إلى اختفائها كان خلافات زوجية، ثم نشرت
جريدة "المصريون" نقلاً عن أحد المسلمين أنها أسلمت، وأنها حاولت إشهار
إسلامها في الأزهر، بيد أنه تمت المراوغة في إجابة طلبها حتى تم القبض
عليها، وتسليمها إلى الكنيسة لتفتنها عن دينها، وهذه الرواية تبدو أكثر
منطقية من رواية الخلافات الزوجية؛ لأنه لو كانت خلافات زوجية لبقيت في بيت
أبيها، أو لسُلمت إلى زوجها، أما تسليمها إلى الكنيسة كي تَغسل لها مخها
المغسول -وفق تصريح أحد كبرائهم- فهذا لا يحمل إلا معنًى واحدًا؛ هو أنها
أسلمت، وسُلمت للكنيسة؛ لتلحق بأختها في الله "وفاء قسطنطين"، ثبتهما الله
على الإسلام إن كانتا ما زالتا على قيد الحياة حتى يتوفاهما على الإسلام.
وهو أمر يملأ الصدر ألمًا وغيظًا وكمدًا، وهو غيظ لا يخفف من ألمه إلا الشكوى إلى الله من أقوام بلغ
بيعهم لدينهم أن يصدوا عن سبيل الله مَن آمن به ورغب في الدخول في الإسلام
-وإن تبوؤوا مناصب رنانة-، وقبلوا أن يمتنعوا من إشهار إسلام مَن أتت تريد
الإسلام، وأعانوا على القبض عليها وتسليمها لأعداء الله الكفار المشركين
عباد الصلبان الأحبار والرهبان ليفتنوها عن دينها، بل منهم مَن قام بالقبض
عليها وهو يتسمى بأسماء المسلمين، ولكن تنفيذ الأوامر والتعليمات صار
مقدمًا عنده على أوامر الله ورسوله، بل على الدين كله.
وأشكو إلى الله أقوامًا تبوؤوا مناصبهم باسم الإسلام الذي هو الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه، وهم يحفظون قول الله -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) (آل عمران:19)، وقوله: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)، وقوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة:17)، وقوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) (المائدة:73)،
ويعلمون فتاوى علماء المذاهب المختلفة التي تعلموا عليها: "أنَّ مَن أتاه
مَن يريد الإسلام فقال له انتظر إلى آخر المجلس فقد كفر وارتد عن الإسلام"،
ثم هم ينصحون من أرادت الإسلام أن تصرف نظرها عن هذا الموضوع!
ونشكو إلى الله
مَن تبوؤوا مناصبهم للحفاظ على الأمن بالبلاد في مثل هذا العدوان الصارخ
كيف سمحت لهم نفوسهم بالصد عن سبيل الله، وقبول الفتنة التي هي أكبر من
القتل؟! قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ
جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) (البروج:10)،
وكل من شارك في فتنة مسلم أو مسلمة ليرجعوا إلى الكفر فهو داخل في هذه
الآية، وراضٍ بالكفر والشرك، ومعين عليه وعلى الظلم والعدوان، بل على
مخالفة قانونهم ودستورهم ومواثيقهم الدولية التي كفلت -بزعمهم- حرية
المعتقد، فلماذا تكون حرية الردة عن الإسلام ولا تكون حرية الدخول فيه؟!
وكيف قبلت وطنيتهم المزعومة وجود سلطة للكنيسة كدولة داخل الدولة... لا؛ بل
دولة فوق الدولة، ونقول لطواغيت الكنيسة وكل من أعانهم على مقاصدهم
الكفرية الظالمة: (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:74)، (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ) (فاطر:43)، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227).
ونقول لإخواننا: رمضان شهر الدعاء؛ فأكثروا من الدعاء للمستضعفين من المسلمين والمسلمات، والدعاء على الكفار والمنافقين.
اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا..
اللهم إنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ..