ذكاء امرأة
حدثتنا جواهرقائلة
لي إطلالة جميلة وذوق مميز يا ما ضربوا به الأمثال في محيطي الإجتماعي
يساعدني في التفنن بالذوق إمتلاكي لقوام جميل متناسق .... كنت أتمنى لو أن قامتي أطول بعشرة سنتمتر .... لكن طولي المعتدل نوعا ما ( ما عاقني ) :)
في المناسبات غالبا ما أكون محط الأنظار ... وهذا مدعاة لفخر زوجي بي من غير أن يتباهى علانية أو يمدحني أمام الناس ... لكني أشعر بذلك من نظراته التي تفضحه .
كنت كذلك لمدة عشرين عاما ... أنجبت خلالها خمسة أبناء ....تميزت خلالها بذوق معين لا يليق إلا بي ومعروف بستايل جواهر.... خلال السنوات السبع الماضية بدأت أصارع عوامل تقلبات العمر للمحافظة على قوامي والذي ( تحرشت به الشحوم ) قليلا :))
لا زلت أشارك أهل زوجي بالسكن .... ولا أرى في ذلك أي حرج ولم يسبب لي ضيق .... وكيف يسبب وأنا الكنة الغالية المدللة !
مؤخرا إنضمت لنا كنة جديدة ( مرت حماي ) جميلة ولا تقل ذوقا عني ولا أناقة
والطريف إن أسمها جواهرعلى إسمي :)
دخول الكنة الجديدة بستايلها الشبابي وألوانها الجريئة وطريقة تصفيف شعرها المودرن وإكسسواراتها وماكياجها .... أحدث ثورة داخل منزل العائلة الكبير
دخولها علينا كان كالنسمة المنعشة الندية ... أسعدتنا ... وأحسسنا بالراحة لها
بناتي صاروا يسألونها من أين هذا ؟ وكيف عملت كذا ؟ ويقلدون ستايلها
لم أمانع أبدا .... فبناتي يرون فيها نموذجا ... وموديلا لهم
جواهرالجديدة .... فعلا جديدة في كل شي .... ومثل ما نقول الجديد له زهوة
وصار لقب ستايل جواهريطلق عليها بدلا مني !!
حتى هذا الحد كان كل شيء مقبولا ... ومتوقعا عندي
لكن الكارثة والمصيبة التي لم أهضمها أبدا .... كانت مقارنة زوجي بيني وبين جواهرالصغيرة ( كما نطلق عليه بالمنزل )
زوجي صار يطالبني بطلاء أظافري مثلها ويقول : سوي أطراف أظافرج بيض مثلها ( يقصد المانيكير الفرنسي )
ومرة قال لي : أظن طريقة شعر جواهرالطويل تلوق لك ... ليش ما تطولين شعرج ؟
ومرة قال : تعلمي إنتي وبناتج من جواهرإشلون تحط مكياجها ؟
أما اللي قهرني ولمس على وتري الحساس فهو قوله : الله يا زين طول جواهر.... صج الطول رزة !!!
الرجال تحسد زوجي لإمتلاكه زوجه مثلى ( توايه ) أمام المناسبات الإجتماعية
وزوجي لا أعلم ماذا جرى له ؟
صار يطالبني بالتشبه بالفتيات الصغار .... لو أن الكلام موجه لبناتي لساعدته في ذلك ... لكن أن تتطاول نظراته على أملاك أخيه الصغير ويطالبني بما لا يليق بسني .... فهذا ما لا أقبله .
أستطيع أن أجاريه وأطاوعه في عمل المانيكير الفرنسي مثلا
وأطيل شعري إن كان هذا يسعده
ولكن مسألة طول القامة والماكياج والإكسسوارات وطريقة اللباس ... فهذا كثير علي :(
جاريته بطلباته بقدر إستطاعتي ... وأنا أفكر ... كيف أخرج زوجي من حالة المقارنة هذه .... حتى هداني الله لحل إستوحيته من أحد مسلسلاتنا المحلية !
إتفقت مع خادمتي ... وطلبت منها أن تسلمني كيس ورق كبير لأحد المحلات الفاخرة إذا شاهدتنا أنا وزوجي نشرب شاي العصر !
في الوقت المحدد لتطبيق الخطة ... جلسنا أنا وزوجي نشاهد التلفزيون ونشرب الشاي بسلام :)
حتى جاءت الخادمة وقالت : ماما ... هذا درايفر يقول هذا كيس يعطي حق ماما جواهر
أنا : يا بختي ... كيس هالكبر لي ... يا الله إرزقنا
أفتح الكيس وأخرج علبة أظافر تركيب مطلية بطريقة المانيكير الفرنسي
أنا : هو ... أظافر تركيب ؟ من مطرشهم لي ؟ وإشلون أركبهم ؟
أدخل يدي داخل الكيس وأخرج كيسا به خصلات شعر تركيب
أنا : شعر مستعار ؟ هذا مو لون شعري ؟ أخاف غلطانين مو لي هالكيس!
أدخل يدي وأخرج علبة رموش صناعية !!
أنا : واي .... هذا شنو بعد ؟ من حقة كل هالأشياء التركيب ؟
أدخل يدي وأخرج آخر ما في الكيس ... حذاء بكعب عالي جدا
أنا : الله كل هذا كعب ! .... وبعدين هذا مو مقاسي ؟!
وأمثل أنني تذكرت شيء وأتابع أكلم نفسي : وي ... لا يكون هالأغراض حق جواهرالصغيرة وجابوها لي بالغلط ؟ وي ... أثاري كل هالكشخة تركيب في تركيب !!!
زوجي كان صامتا طوال الوقت ... يرسل نظراته ليرى ماذا أخرج من الكيس وهو يتظاهر بتغيير المحطات التلفزيون !!! حرصت أن لا أوجه كلامي له أو أطلب منه أن يشاهد شيء ... وحرصت أكثر أن أكلم نفسي وأتعجب من كل ما أخرجه من الكيس وأقلبه بين يدي وأمام عيوني !
ناديت على الخادمة وقلت لها : هذا حق ماما جواهرصغيرة .... روحي وديه لها وقولي لها سوري أنا يوديه غلط حق ماما جواهركبيرة !
طبعا الخادمة لم تذهب لجواهرالصغيرة كما أفهمتها أمام زوجي
لأن الأغراض كلها كانت هدية مني لخادمتي :)))
أما زوجي ... فلم ينطق بعدها أبدا مطالبا بتقليد جواهرالصغيرة
بالعكس صار يردد يا زين الطبيعي !
وبالذات بعدما أكملت التمثيلية ... وتعمدت أن أسقط رموشي التركيب على الأكل ونحن نأكل .... وأدعيت أمامه أنها سقطت سهوا بفعل حرارة بخار الأكل !!!
وعندما مددت يدي لأزيل رموشي التركيب عن الأكل .... شاهد أظافري المطلية على الطريقة الفرنسية فصرخ برعب : لا تطيح أظافرج التركيب علينا بعد !!!