بسم الله الرحمن
بقلم صالح محمد الشيحي
أحيانا تكون على ارتفاع 30 ألف قدم وتفاجأ بقائد الطائرة يعلن أن هناك حالة صحية طارئة لأحد الركاب، فإن كان هناك طبيب على الطائرة فليعرف نفسه على أحد ملاحي الكابينة.. يتقدم أحد الركاب ويعرف بنفسه أنه طبيب، ويتم عرض الحالة عليه دون أن يسأله أحد: ما تخصصك.. جلدية أم قلب أم نساء وولادة أم أطفال أم.. تجميل؟!
ولا أحد أيضاً يطلب منه بطاقة تعريف، أو شهادة، أو رخصة عمل!
يتولى الطبيب إسعاف الحالة الطارئة وفقا لخبراته المتاحة.. لاسيما وأن الحالة تستدعي شيئا من المرونة.. والوقت ليس في صالح المريض، ناهيك أن أحدا من الملاحين ليست لديه الخبرة للتعامل مع هذه الحالة..
أمس نشرت "الوطن" حديثا لوالد الفتاة التي غرقت على الكورنيش في جدة يقول فيه إنه تصادف أثناء حادثة الغرق وجود فتاة لبنانية (25 سنة) كانت بصحبة والدها، حيث هبت لإنقاذ الغريقة قبل وصول غواصي حرس الحدود، إلا أن دوريات الأمن منعوها من نزول البحر!
والغريب في الأمر ـ كما يروي والد الفتاة الغريقة ـ أن الفتاة اللبنانية: "أبرزت بطاقة تثبت أنها تجيد السباحة والغوص وأن لديها شهادة دولية معترفاً بها إلا أن رجال الدوريات رفضوا السماح لها بنزول البحر، لتنصرف من الموقع هي ووالدها وهما يبكيان بحرقة بعد أن باءت توسلاتهما بالفشل"!
ـ أتفهم أهمية الحفاظ على أرواح الناس، وحمايتهم من أي اجتهادات خاطئة قد تكون سببا في إيقاع الأذى عليهم.. لكنني لا أتفهم منع شخص يتقدم إليك مبرزا الشهادات التي تشفع له بالتدخل.. وهي ـ أي الشهادات ـ ربما لا تتوفر لدى المنقذ المنتظر!!
الأمر بحاجة للمراجعة فعلاً ولا أظن المسؤولين في وزارة الداخلية يرضيهم ذلك.. كيف يتقدم إليك أحدهم ويعرض عليك المساعدة وترفض.. لا أنت الذي فعلت شيئا ولا سمحت لغيرك بفعل شيء؟!
اسمحوا لي في الختام: هل كانت الحادثة ستمر بسهولة لو كان الذين منعوا الفتاة اللبنانية من التدخل هم رجال هيئة الأمر بالمعروف؟!
غرق في الحزن على كورنيش جدة
جدة: أحمد ردة
استمرت عمليات البحث عن الفتاة التي غرقت أول من أمس بكورنيش جدة. ورابط والد الفتاة علي الصعب وشقيقها على البحر طوال يوم أمس. وقال رئيس قسم الشؤون العامة بحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة المقدم صالح الشهري إنهم لا يزالون في مرحلة جمع المعلومات المتعلقة بالحادث وسيصدر بيان بهذا الشأن في وقت لاحق.
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- -----
كشف علي الصعب والد الفتاة التي غرقت أول من أمس في كورنيش جدة لـ"الوطن" فصولا أخرى من مأساة ابنته "فاطمة"، مؤكدا أنه تصادف أثناء حادثة الغرق وجود فتاة لبنانية (25 سنة) كانت بصحبة والدها، حيث هبت لإنقاذ "فاطمة، 17 عاما" قبل وصول غواصي حرس الحدود، إلا أن دوريات الأمن منعوها من نزول البحر. وأضاف الأب أن الفتاة أبرزت بطاقة تثبت أنها تجيد السباحة والغوص وأن لديها شهادة دولية معترفاً بها إلا أن رجال الدوريات رفضوا السماح لها بنزول البحر، لتنصرف من الموقع هي ووالدها وهما يبكيان بحرقة بعد أن باءت توسلاتهما بالفشل.
وفيما تسمرت عينا الأب علي الصعب على البحر منذ 36 ساعة أملا في بروز أي أمل بالعثور على ابنته الغارقة، قال الصعب بصوت متهدج ودموع حبيسة إن إرادة الله فوق كل شيء.
وأبدى دهشته من تأخر فرق غواصي حرس الحدود في الحضور إلى الموقع لمدة تزيد على الساعتين حسب قوله.
وأشار الصعب وهو في العقد السادس من العمر، إلى أنه حضر صباح أول من أمس إلى كورنيش جدة برفقة العائلة لقضاء بعض الوقت كنوع من المكافأة لابنته "فاطمة" بعد أقل من 24 ساعة على استلامها لشهادة النجاح في الثانوية.
وقال: فيما كانت فاطمة برفقة أشقائها وشقيقاتها يمشون عند الساعة السابعة والنصف صباحا في منطقة لا يتعدى عمقها بضعة سنتيمترات فوجئوا بفاطمة تسقط بشكل سريع في موقع عميق جدا، ويجرفها التيار سريعا. وأمضت بعض الوقت وهي تستنجد لإنقاذها غير أن جميع الحضور لم يكن بينهم من يجيد السباحة، فتم الاتصال على أرقام الطوارئ لطلب النجدة، والتي "تأخرت" كثيرا- على حد قوله- في الحضور حيث استغرق ذلك نحو الساعتين.
إلى ذلك أوضح رئيس قسم الشؤون العامة بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة المقدم صالح الشهري، أن فرق غواصي حرس الحدود مازالت تتناوب على تمشيط قاع البحر المتاخم لشاطئ الكورنيش بالقرب من دوار النورس بحثا عن فاطمة. وأكد أنهم مازالوا في مرحلة جمع المعلومات المتعلقة بالحادث، وأنهم سيصدرون بياناً في هذا الشأن في وقت لاحق.
..........