وقلوبنا .. تنتظره ...

شهر رمضان المبارك

بعض الناس قلوبهم جافة .. صلبة يمر الشهر وكأنه لم يأتي
وبعض الناس قلوبهم نقية بالإيمان .. تحسبها صفحة من البلور ..
تستعد للشهر قبل قدومه .. وتبكيه قبل رحيله ..

كيف نستعد لشهر رمضان !

يقول أحدهم:

الحياة هي ما يحصل لك بينما أنت مشغول بأمور أخرى

لم يخطئ فكثير ما نضيع الفرص العظيمة من بين أيدينا

والسبب ..

أننا لم نشعر بعظمتها وأهميتها

ويقول أحدهم :

الفرصة تأتي غالبا متنكرة خلف قناع من سوء الحظ أو الهزيمة المؤقتة

الكثير ينظر إلى رمضان أنه فسحة زمنية .. تغيير روتين ..

شيء عادي .. لهذا يفوته دائما فتح الهدايا لأنه حكم على الهدية حكما سابقا ً دون معرفة

لن يشعر الإنسان بعظمة الشيء إلا إذا عرفه

ولن يشعر بلذته إلا إذا فقده وقد كان يوما شيئا قد أحبه

ولن يحب الإنسان شيء إلا إذا عرف أهميته في حياته وأنه سبب سعادته

لن يحب المسلم رمضان إلا إذا عرفه وعرف قدره وأهميته في حياته

ونقصد بحياة المسلم .. في الدنيا .. وحياته في الآخرة

ورمضان شهر عظيم

هو عند البعض أيام جميلة لأنها تغير روتينه الذي اعتاده طيلة العام

وعن البعض رمضان جميل لأنه إرهاصات لأيام يعدها أجمل وهي أيام العيد

وعند البعض رمضان .. باب تدخل منه رياحين الجنة .. مدرسة يتعلم منها علم الأولين ليكون من السابقين في القرآن

لن تستعد لرمضان إلا إذا أحببته .. ولن تحبه إلا إذا منّ الله عليك بفهمٍ يجعلك تدرك أهميته في آخرتك

كيف أستعد له قبل قدومه ؟

إن رمضان يسوق لنا من الخير أفواجا ً أفواجا إذا عرفنا كيف ننظم الوقت فيه

وإنه عليك أن تؤمن أن كل دقيقة في رمضان لها عند الله قدر وأهمية

وهذا الإعتقاد يعطيك دفعة من الهمة والحماس لتجعل من رمضان مختلف وأنك إذا قسّمت رمضان إلى أقسامٍ عديدة وصنعت لكل قسمٍ قدره المخصص من العبادة وأنك إذا تزوّدت بالصبر والهمة والإستقامة على هذه الهمة لأخذ كل قسم حقه الذي خصصته سابقا لاستطعت من جعل رمضان مختلف .. مختلف

رمضان هذا العام مختلف
لأني أخبرت نفسي أنه قد يكون آخر رمضان أعيشه (وصل صلاة مودع)

أنا أجعل هذا الحديث ليس للصلاة فقط .. بل في كثير من العبادات التي أقومها

وصلتني مسج يقول مرسلها:

كم
رمضان
مر
علي
وعليك؟

5
10
15
20
وربما أكثر

وكم
بقي
من
عمري
وعمرك
40
20
10
5
وربما أقل

فما
رأيك
أن نكون

"متميزين" في رمضان الآتي بكثرة
ختم القرآن
الصدقة
الصلاة
الدعاء
التوبة

رمضان هذا العام مختلف

لأن الفسوق كثر

والغفلة زادت

والقابض على دينه كالقابض على الجمر فأحتسب على الله صبرك وأنت بين الفاسقين وتذكر (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فمابالك والعبادة في رمضان !

رمضان هذا العام مختلف

واجعله مختلف لأن علمك مقارنة بالعام المنصرم .. قد ازداد

وفهمك قد زاد

وربما حفظك قد كثر

فوجب أن يكون رمضان هذا العام أكثر خيرا من قبله بإذن الله

رمضان هذا العام مختلف

لأنه ربما قد كثر أصدقاءك ومعارفك

كثرت علاقاتك

وبالتالي .. كثر أولئك الذين ستنصحهم وتعلمهم

(لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم)

فكيف والنصح والإرشاد يكون في شهر عظيم !

رمضان هذا العام يخلو من أمي فقسمت الخير فيه لها ولي ربما في داخلي أعتبر رمضان هذا العام هدية لمن أحب من البشر فأكثر من الدعوات لها والإستغفار وقراءة القرآن من مصحفها .. صدقة جارية لها .. وكذلك افعلوا أنتم

كيف تستعد لرمضان:

كم تحفظ من القرآن !

إن العبادات في رمضان تتضاعف فما بالك بحرفٍ لك فيه عشر حسنات إلى ماشاء الله من الحسنات .. وهذا في غير رمضان .. فكيف به في رمضان!

مارأيك لو تراجع حفظك كله استعدادا لرمضان ..!

ارسم لك جدول

ضع كل السور القرآنية التي تحفظها في خانات وحاول تقسيمها حسب طاقتك من تاريخ اليوم حتى آخر شعبان

كل يوم سورة أو أكثر ..

وتقرأ في تفسيرها لتفهمها ...

](وما أدراك ما ليلة القدر) ]ربما مرت عليك ليالي كثيرة كانت هي ليلة القدر وفاتك خيرها .. فلماذا تفوتك هذا العام إذا كتب الله لك عمرا ً طويلا وقدرة على العبادة فيه!
اجعله مختلف لأنك ستنتظر ليلة القدر ..

وتتحرى وقتها في العشر الأواخر

وتكسب عبادة كعبادة أكثر من ألف شهر

رمضان هذا العام مختلف لأنك ستتحرى ليلة القدر وتكون بإذن الله ممن يكسب خير هذه الليلة