عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
[b]او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا
[b]ادارة المنتدي [/b
منتديات اقلام ملونة
[/b]
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
[b]او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا
[b]ادارة المنتدي [/b
منتديات اقلام ملونة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات اقلام ملونة - منتدى اسلامي ثقافي اجتماعي عام
موضوع: الطنطورة - قضاء حيفا الإثنين سبتمبر 07, 2009 12:23 pm
الطنطورة - قضاء حيفا تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا ، وتبعد عنها 24 كم وترتفع 25 متراً عن سطح البحر، وتقوم القرية على بقعة (دور) الكنعانية وتعني المسكن. والطنطورة من المناطق التي تضم أحداثا تاريخية لمكانتها المتميزة عبر العصور التي شهدتها الأراضي الفلسطينية . بلغت مساحة أراضيها 14520 دونما وتحيط بها قرى كفر لام، الفريديس، عين غزال، جسرالزرقاء، وكبارة. قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (750) نسمة ، وفي عام 1945 حوالي (1490) نسمة . ويجاور القرية مجموعة كبيرة من الخرب ذات المواقع الأثرية ، التي تعود نقوشها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 48 حوالي (1728) نسمة وكان و ذلك في 23-5-1948. وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة (نحشوليم) عام 1948 ومستعمرة (دور) عام 1949 .
يبق من القرية الا مقام وقلعة وبئر قديمة وبضعة منازل. أحد المنازل الباقية ( منزل آل اليحيى) بني في سنة 1882. مثلما يتبين من نقش ظاهر عليه. وينتشر كثير من شجر النخيل وبعض نبات الصبار في أنحاء الموقع. الذي تحول الى منتزه إسرائيلي يضم بعض المسابح.
حزيران \ يونيو 1948, أنشأ المهاجرون الصهيونيين القادمون من الولايات المتحدة وبولندا كيبوتس نحشوليم ( 14224) على أراضي القرية, الى الشمال الشرقي من موقعها. وفي سنة 1949, أنشا المهاجرون والصهيونيون, القادمون من اليونان مستعمرة دور( 143223) شرقي الموقع.
التفاصيل الكاملة لمجزرة الطنطورة الجنود قتلوا ضحاياهم بدم بارد ومجموعة اثر مجموعة باحث مستقل: الجيش الاسرائيلي ذبح 200 فلسطيني من قرية "الطنطورة"
"بحث إسرائيلي جديد يؤكد: ارتكاب الإسرائيليين مذبحة جماعية في قرية الطنطورة ابان حرب عام 1948 تفوق في بشاعتها مجزرة دير ياسين 200 فلسطيني أعزل قتلوا ودفنوا في قبور جماعية ارغموا على حفرها بأيديهم - بقلم: امير غيلات.
هذه المشاهد لن ينساها فوزي محمود أحمد طنجي (ابوخالد) أبدا, فلغاية اليوم وبعد مرور 52 عاما تجتاح جسمه قشعريرة, عندما يتذكر كيف ذبح أبناء عائلته واصدقائه امام عينيه.. "أخذونا إلى مقبرة القرية, وهناك أوقفونا في صفوف. قائد اليهود جاء وقال مخاطبا جنوده: "خذوا عشرة". وقد انتقوا منا عشرة واقتادوهم بالقرب من شجيرات الصبار, وهناك اطلقوا النار عليهم. بعد ذلك عادوا واخذوا عشرة آخرين. كان عليهم ان يخلوا الجثث ليتم بعد ذلك اطلاق النار عليهم أيضا. وهكذا تكرر ذلك تباعا.. لقد اطلقوا رصاصهم على المزيد من الناس بنفس الطريقة".
ويضيف ابو خالد: "هؤلاء الجنود الذين لن انسى ملامح وجوههم ما حييت, بدوا لي مثل ملائكة الموت، عندما وقفت هناك كنت واثقا بانها اللحظات الاخيرة في حياتي، وانهم سيأتون بين لحظة واخرى ليأخذوني ايضا ويطلقوا النار علي.. كان من واجب اليهود ان يتعلموا ويأخذوا العبرة مما فعله الالمان (النازيون) لهم. لا اعرف لماذا فعلوا بنا ما فعله الالمان بهم..".. وينفجر العجوز أبو خالد البالغ من العمر 74 عاما, والمقيم اليوم في طولكرم فجأة ليجهش بالبكاء وهو يقول: "كان من الافضل لو أنني مت هناك دون ان احمل معي هذه القصة حتى اليوم".
يبدو ان التاريخ والمؤرخين الإسرائيليين لحرب العام 1948 آثروا حتى الان تجاهل هذا الفصل القائم في "حرب الاستقلال ـ حرب قيام إسرائيل".
المتورطون او الضالعون في هذه القضية القائمة (مذبحة قرية الطنطورة), مرتكبوها اليهود والعرب الناجون منها آثروا كتمانها عميقا في صدورهم.. بحث جديد فقط اكتمل اعداده في هذه الايام في جامعة حيفا, يحاول كشف حقيقة ما حصل اثناء احتلال القوات الإسرائيلية لقرية "الطنطورة" العربية في شهى أيار (مايو) عام 1948.
رزق عشماوي (ابو سعيد) الذي يسكن اليوم في قرية "الفريديس" كان وقت وقوع المذبحة فتى عمره 13 عاما.. هذا الاسبوع وفي ورشة (كراج) للمعدات الثقيلة يمتلكها تذكر "ابو السعيد" تلك الاحداث: "على مسافة قريبة من مسجد القرية, كانت ثمة باحة بالقرب منها, اوقفوا الشبان على امتداد جدران البيوت.. كان ثمة طابور يضم حوالي 25 شخصا صفت خلفهم ايضا فتيات.. وقف في مقابلهم حوالي عشرة او اثني عشر جنديا, وعندئذ قام هؤلاء الجنود بكل بساطة بإطلاق النار على الشبان, الذين خروا قتلى في المكان.. أما الفتيات فسمح لهن حسب اوامر الجنود بالذهاب ليمضين في طريقهن".
يتذكر "عشماوي" كيف ذهب مع جندي يهودي لجمع الخبز من اجله ومن اجل اولاد اخرين.. ويقول "في وقت اطلاق النار منعني الجندي عن مواصلة السير إلى ان انتهى اطلاق النار, وبعد ذلك واصلنا جمع الخبز, وعدنا إلى شاطىء البحر. عندما عدنا مررنا مجددا بالقرب من جثث قتلى حينها شاهدت مجموعة اخرى, ربما 40 او 50 شخصا صلبوا على امتداد الجدران, اطلق الجنود النار عليهم بنفس الطريقة.. وفي وقت الانتظار عندما صوب الجنود سلاحهم نحونا حاولت كل واحدة من الامهات ان تغطي بقدر ما تستطيع على ابنائها حتى يطلقوا النار عليها وليس عليهم.. احد الاطفال حاول مناداة امه مستنجدا لكن الجنود اطلقوا النار عليها واردوها قتيلة.. امي انا ايضا كدنا نفقدها في ذلك اليوم.. فعندما هممنا بمغادرة شاطئ البحر باتجاه المقبرة حصل شىء لأمي.. لقد اصيبت من شدة الخوف بشلل فجائي في ساقيها, ولم تعد قادرة على المشي.. لم نستطع جرها وحاولنا التوسل امام الجنود كي يأخذونا بالسيارة. قال لنا الجنود: "لا داعي سنطلق النار عليها ونريحكم منها". نشأ جدل بين الجنود وتمكن بعضهم بصعوبة من منع قتل امي".
ويقول عشماوي (ابو السعيد) ان المذبحة خلّفت حسب معلوماته اكثر من 90 قتيلا دفنوا في حفر كبيرة: حفرتان للشبان وحفرة صغيرة للفتيات.. ويتذكر ابو سعيد ايضا جثة رجل كانت ملقاة في الشارع, وكيف اخذت زوجته وبناته يولولن بالصراخ, وكيف ان احد الجنود اراد الاجهاز على الام وبناتها, فتوسلت المرأة ان يسمحوا لها على الاقل بأن تزيح جثة زوجها جانبا من حرارة الشمس, وهو ما مكنوها في نهاية الامر من ان تفعله.
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
موضوع: رد: الطنطورة - قضاء حيفا الإثنين سبتمبر 07, 2009 12:24 pm
مطاردة دموية بحثا عن الرجال البالغين
ثيودور (تيدي) كاتس (56 عاما) عضو كيبوتس "مغيل".. يعمل مركزا للقرى (المستوطنات) التعاونية في الحركة الكيبوتسية الموحدة التابعة لحركة "ميرتس" اليسارية, والذي اعد البحث في اطار تقدمه للحصول على اللقب الجامعي الثاني (الماجستير) من جامعة حيفا, عمل وتجول طوال سنتين من اجل الوصول للاشخاص الذين تواجدوا في تلك الليلة الواقعة بين 22 و23 ايار 1948 في قرية الطنطورة .. تحدث "كاتس" مع مشردي القرية ـ بعضهم يسكن اليوم في قرية فريديس, وبعضهم الاخر طردوا وهجروا إلى خارج البلاد, (جزء منهم يقيم حاليا في مخيم "اليرموك" قرب دمشق), كما تحدث مع اقارب هؤلاء ومع جنود لواء "الكسندروني" من الكتيبة 33 (التي دعيت اذاك باسم "كتيبة السبت" لأنه كان يلقى على عاتقها في كل نهاية اسبوع, ابان حرب العام 1948, مهمة جديدة) الذين شاركوا في معركة احتلال قرية الطنطورة. كما تحدث الباحث مع سكان بلدة "زخرون يعقوب" الإسرائيلية المجاورة لموقع القرية, التي لم تبق منها سوى اطلال عدد قليل من المباني الحجرية القديمة.. كذلك استند "كاتس" في اعداد بحثه إلى معاينة وثائق في ارشيف الجيش الإسرائيلي.. وقد توصل كاتس في بحثه إلى نتيجة قاطعة مؤداها ان ما حصل في قرية الطنطورة في تلك الليلة من شهر ايار عام 1948 كان "مذبحة على نطاق جماعي".
ويكتب كاتس في بحثه "في الليلة الواقعة بين 22 و 23 ايار 1948, وفي صبيحة اليوم التالي, هاجمت كتيبة 33 التابعة للواء الكسندروني قرية طنطورة.. احتلت القرية بعد عدة ساعات من تبادل لاطلاق نار كان ضاريا جدا في قسم من مناطق القتال, ولكن في ساعات الصباح الباكر, كانت القرية كلها قد سقطت في يد الجيش الإسرائيلي..
حسب افادات اكثر من عشرين من لاجئي طنطورة, وكذلك افادات قسم من جنود اللواء, فقد انهمك الجنود لعدة ساعات في مطاردة دموية شرسة لرجال بالغين بهدف قتلهم.. في البداية اطلقوا النار عليهم في كل مكان صادفوهم فيه في البيوت في الساحات وحتى في الشوارع.. وبعد ذلك اخذوا يطلقون النار بصورة مركزة في مقبرة القرية".
في عملية احتلال قرية "طنطورة" قتل 14 جنديا من لواء الكسندروني, وفي المقبرة التي دفنت فيها جثث القتلى من اهالي القرية في قبر جماعي, اقيمت لاحقا ساحة لوقوف السيارات كمرفق لشاطئ "دور" على البحر المتوسط جنوب حيفا.
يقول عدد من مشردي القرية بألم وحزن: "لقد حرمنا حتى من زيارة اقاربنا الذين دفنوا في هذه المقبرة". اما "ابو خالد" فيأتي بين فترة واخرى لزيارة اطلال قريته, وحينها يجثو على الارض ويجهش بالبكاء.
اطلقوا عليهم النار فسقطوا قتلى في الحفر
يقول ابوخالد: "جمعونا بالقرب من شاطئ البحر, الرجال على حدة والنساء على حدة, ووضع الاولاد والشبان الذين تبلغ اعمارهم من 12 عاما فما فوق مع الرجال, بينما وضع الاصغر منهم سنا مع الفتيات. بعد ذلك انتقوا سبعة او عشرة من الرجال واحضروهم إلى مكان قريب من مسجد القرية, وهناك اطلقوا عليهم النار.. ثم عادوا واقتادوا مجموعة اخرى ليصل العدد في النهاية إلى ما يقارب تسعين شخصا.. مع كل مجموعة كانت تذهب مجموعة من الجنود, بينما كان اهالي القرية يقفون ويشاهدون ما يجري.. بعد ذلك اخذوا كل من تبقى إلى المقبرة واوقفوهم هناك وهموا باطلاق النار على الجميع.. عندئذ وصل حوالي خمسين او ستين شخصا من سكان كيبوتس "زخرون يعقوب", وفي اللحظة التي رأوا فيها ما يحدث تدخل عدد من كبار المسؤولين منهم واقفوا المذبحة وقالوا: كفى..".
شهادة مماثلة سمعها اللواء عبد الرزاق اليحيى (ابو أنس) احد كبار القادة الحاليين لاجهزة الامن الفلسطينية من ابناء عائلته, وهو من مواليد قرية "الطنطورة", وكان يعيش في ذلك الوقت في سوريا.. وقد سمع "أبو أنس" قصة المذبحة من اخوة له.. وقد اخبر ابو انس الباحث كاتس قائلا: "جمعوا كل الرجال في المقبرة ثم اخذوهم في مجموعات تتكون كل مجموعة منها من ستة إلى سبعة اشخاص.. وقد ارغمت كل مجموعة على حفر حفرة في الرمال, وفي اللحظة التي انهوا فيها عملية الحفر, قام الجنود باطلاق النار عليهم فسقط الرجال قتلى داخل الحفر.. بعدها انتقل الجنود إلى مجموعة اخرى, وهكذا دواليك, من مجموعة إلى اخرى..
في لحظة ما وقف اثنان من اخوتي اللذين كانا في مجموعتين منفصلتين وتعانقا عناق الوداع قبل ان يصلهما الدور.. فجأة وصل شخص يهودي يمتطي دراجة نارية حاملا امرا من قيادته بوقف المذبحة.. وهكذا نجا باقي اهالي القرية, وعلى ما يبدو فان القيادة اليهودية تخوفت من احتمال ان تتخذ اجراءات مماثلة مع الاسرى اليهود الذين سقطوا في ايدي القوات الاردنية.. ويعتقد ان حصيلة ضحايا المجزرة بلغت 78 شخصا..".
شهادة اخرى على ما صنعه الجنود الإسرائيليون رواها "عبد الرحمن دنش" البالغ 75 عاما لابناء عائلته.. وحسب قوله: حينما كان منشغلا في حفر الحفرة التي كانت ستتحول لاحقا إلى قبر له, شاهد الجنود وهم يضحكون ويتغامزون مع بعضهم البعض.. يقول دنش: "بعد كل مرة كانوا ينتهون فيها من اطلاق النار على مجموعة من ابناء القرية, كان الجنود يتبادلون الحديث فيما بينهم, لكنني لم استطع فهم ما يقولون.. غير ان احد اصدقائي العارفين باللغة العبرية قال لي ان الجنود يقولون لبعضهم "انظروا إلى هؤلاء الحمقى الذين يحفرون قبورهم بأيديهم..".
ويضيف دنش قائلا: ان صديقه ترجم له اقوال الجنود وطلب منه ان يتمهل في حفر الحفرة التي سيدفنان سويا فيها.. بعد وقت قصير من ذلك لاحظ "دنش" شخصا يهوديا كان على معرفة به فناشده ان يتدخل لإنقاذه.. هذا الشخص اليهودي تحادث مع الضابط الإسرائيلي المسؤول عن الموقع, فأرسل الاخير الجنود ليخرجوا "دنش" وصديقه من المكان فينجوا من الموت.
قتل جماعي
شلومو أمبر الذي كان في حينه في الخامسة والعشرين من عمره شغل منصب ضابط مسؤول في الكتيبة رقم 33.. في الافادة التي ادلى بها امام الباحث "كاتس" قال أمبر: "المهمة التي كلفت بها في المعركة حول "طنطورة" كانت نسف سلسلة ـ جسر ـ حديد كانت تصل بين طرفي واد ترابي.. ولكنني مع ذلك تواجدت بالصدفة طيلة اليوم في القرية ورأيت اشياء افضل الا اتحدث عنها..".
بعد صمت طويل, كتب كاتس في بحثه نقلا عن الضابط المذكور قوله: "التحقت بالجيش البريطاني لانني اعتقدت ان الشيء الاهم الذي يتعين على اليهودي عمله يتمثل في محاربة الالمان.. ولكننا حاربنا في قرية طنطورة وفقا لقوانين الحرب التي اقرها المجتمع الدولي, ومن واجبي الاقرار بانه حتى الالمان لم يقتلوا الاسرى العزل. وبعد كل ذلك عاد الاسرى إلى بيوتهم سالمين وهنا في طنطورة قتلوا العرب". ويضيف "لم يكن في الامكان الحصول هنا على الانطباع بان التوجه كان يهدف إلى اعادة الاحترام القومي, ولا اعتقد ان عدد الضحايا الذين سقطوا في "طنطورة" كان كبيرا للغاية بحيث يدفع الناس إلى هذه الموجة من الاستنكار. وخلاصة القول اننا خرجنا لاحتلال قرية كانت نائية ولا تقع على خط مواصلات رئيسي. وكانت هذه ظاهرة شاذة تماما وذات مغزى واحد.
دخلنا فيما بعد في معارك شرسة وجها لوجه, ولكن لم يحدث ان ارتكبت اعمال قتل من هذا القبيل على نحو عشوائي, والصورة التي انطبعت في ذهني هي صورة الرجال في المقبرة. رأيت هناك الكثير من القتلى. وقد غادرت المكان عندما رأيت الجنود يقتلون ويقتلون ويقتلون.. ولذلك لا ادري كم كان عدد القتلى هناك". _____
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
موضوع: رد: الطنطورة - قضاء حيفا الإثنين سبتمبر 07, 2009 12:24 pm
أمبر الذي عمل في يوم من الايام رئيسا للدفاع المدني, وانهى الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي بعدما وصل إلى رتبة ميجر جنرال, عاد وادعى هذا الاسبوع ان الاشياء التي كتبها كاتس ليست دقيقة. "لم اقل شيئا عن الجنود النازيين ولم اتحدث عن قتل اسرى, لانني وجدت انه من غير الصواب الحديث عن ذلك. وقد اصبت بالغضب من الاشياء التي كتبها المؤرخون الجدد عن مقتل الاسرى, ربما اخذوا هذه الاشياء وخلطوا بينها".
واضاف امبر في حديثه لصحيفة معاريف: "انا لست مستعدا لتأييد قصص ربما تكون غير حقيقية, وربما كتبت لاغراض غير موضوعية. كان هناك قتلى في طنطورة، هذا صحيح .. قتل جماعي؟ السؤال ما معنى جماعي؟ لقد قتل اشخاص خلال المعارك وربما بعدها ولكنني لم أبد رأيي حول ذلك, والان بعدما بلغت سن الكبر, لا اريد التعليق على تصرفاتي عندما كنت في سن الخامسة والعشرين".
لا شك ان هذا البحث الذي يحمل عنوان "خروج العرب من قرى منحدرات الكرمل الجنوبي في العام 48" يشكل مادة متفجرة.. لقد اقر "كاتس" بنفسه انه احتار كثيرا قبل ان يكتب البحث, وعلى خلفية الموضوع كان يعتقد ان هناك اشياء من الافضل السكوت عنها حتى الان. وقد كتب في بحثه ان "هناك اعتبارات، هي بمثابة اخراج الدببة من الغابة. بمعنى اعادة طرح قضايا حساسة قد تؤدي إلى وضع الجنود الذين خاضوا حرب 48 على مختلف رتبهم, وكذلك القيادة المدنية امام اختبار لاخلاق وقيم لا تتفق مع العصر الحاضر, بعد مضي خمسين عاما من حدوث الاشياء، في وقت كانت فيه الظروف مغايرة, ولا زال قائما الشعور بالخطر الذي كان يتهدد قيامنا في العام 48. هذا الموضوع، معقول، واذا فسرناه بصورة تختلف عما يمكن ان نفسره، فانه يحتوي على اجحاف والقاء ظلال سيئة على جيل كامل من القادة العسكريين الإسرائيليين.
كان علينا ان نسير فوق اكوام من الجثث
على احد جدران منزل عائلة "زرّاع" في الفريديس، علقت صورة كبيرة الحجم، تبدو فيها مئات النساء والاطفال من فئات السكان غير المحاربة من قرية طنطورة، مسقط رأسهم، وهم يقفون وحولهم حراسة من الشرطة العسكرية, على بعد عشرات الامتار, عن مبنى كان مخصصا لصناعة الزجاج, ينتظرون حتى يتم ترحيلهم عن القرية.. وفي اسفل الصورة كتب صاحب البيت بخط يده "كارثة طنطورة، 22 آب 1948 - الذكرى والتاريخ".
لقد كان لاحمد صالح زرّاع (ابو سهيل) الذي توفي قبل ثمانية اشهر، ولزوجته "ميسر" كان العديد من الذكريات الجميلة في القرية قبل الاحتلال. وقد التقى "كاتس" مع ابو سهيل قبل وفاته بعدة شهور. قال ابو سهيل "كانت القرية مكانا اجمل بكثير من حيفا من مختلف النواحي". الجميع حضروا للصلاة في "طنطورة"، التي كانت تتبع لها الاراضي التي اقيمت عليها مستوطنة "هبونيم" وكيبوتسين هما (معيان تسفي) و (معجان ميخائيل). وبالقرب من المدرسة كانت هناك برك صغيرة كنا نربي فيها الاسماك.
ويروي ابو سهيل: "حتى الحرب عشنا مع اليهود وتعاونا في مجالات مختلفة. وعندما نشبت الحرب حاول سكان كيبوتس "زخرون يعقوب" اقناع اهالي طنطورة ان يسلموا أنفسهم وان يلقوا اسلحتهم .. ومن الواضح انه لم يكن في استطاعة القرية الصمود زمنا طويل، ولكن شباب القرية كانوا أقوياء واشداء وكانوا غير مستعدين للقبول بفكرة الاستسلام".
وعندما بدأت المعركة في حوالي منتصف الليل، دخل الجنود واطلقوا النار, دون تمييز, كما قال ابو سهيل, باتجاه كل من وقعت عليهم أعينهم، والصورة كانت وكأنها مثل حروب هتلر. اكوام من الجثث كومت في الشوارع. كان هذا منظرا مفزعا... عندما كانوا ينقلونا من مكان لاخر كنا نسير على اكوام من جثث القتلى.. وبعد السيطرة على القرية جمعوا ابناءها على شاطئ البحر. الرجال على حدة، والنساء والاطفال على حدة، وبدأوا في نقل مجموعات من الرجال إلى المقبرة كي يقتلوهم".
"لقد وقعت حادثة مع فتاة جميلة، تبلغ من العمر 16 أو 17 عاما. اربعة جنود جروها بالقوة من بين الناس. وقد نهض عمها كي ينقذها من ايدي الجنود، ولكنهم دفعوه جانبا. وعندما رفض اطلقوا الرصاص على رأسه وقتلوه. والفتاة المسكينة واسمها "رسمية" رحلت بعد ذلك إلى الضفة الغربية، وكل ما علمنا عنها انها لم تتزوج ابدا".
مقبرة جماعية
وقد التقى "كاتس" مع رسلان حسن أيوب اعمر (ابو حسن) قبل سنتين في مخيم اللاجئين بطولكرم حيث يسكن هناك. قال ابو حسن "ان الدولة التي قامت على اساس وقواعد الجريمة، هي دولة زائلة، واما الدولة التي تقوم على العدل فهي دولة دائمة" هذا ما ردده ابو حسن العجوز البالغ من العمر 75 سنة, بعدما حاول عدة مرات التهرب من الاجتماع مع "كاتس".
وبعدما هدأت اعصابه روى "ابو حسن" لكاتس قائلا: " بعد احتلال القرية جمعوا الناس على شاطئ البحر واختاروا سبعة كي يقوموا بجمع جثث القتلى، وكنت واحدا من السبعة. خلال عملية الجمع وجدنا جثتين وسط شجيرات الصبار. فخشيت الاقتراب منها لانها كانت مليئة بالاشواك. عندما اقترب منا الضابط اشتكى الحارس من رفضي الدخول في وسط الصبر. في تلك اللحظة اخرج الضابط مسدسه وصوبه نحوي بهدف اطلاق النار علي, فلم يكن امامي مفر فقفزت إلى داخل شجيرات الصبار وسحبت جثث الشهداء التي كانت هناك. وقد امتلأت بالاشواك بطبيعة الحال.
"قمت بترتيب الجثث في اكوام من سبعة او ثمانية او عشرة. في اخر المطاف جمعنا 60 - 70 جثة وربما اكثر من ذلك, فلست اذكر بالضبط. حدثت هناك امور كثيرة. فجأة قدم احد الجنود وهو مصاب بيده واعلم الحراس انه ينوي اعدام اثنين منا بدلا من الجرح الذي اصابه في يده, واشار إلي وإلى الشخص الذي يقف بجانبي واراد ان يقتادنا معه.
الشخص الذي كان بجواري وقف بلا اكتراث فقد كان قد حمل جثث شقيقيه القتيلين. وسار للامام مسافة (100م) إلى ان اطلق الجندي عليه النار وقتله. اما انا فقد خاطرت بنفسي ولم انهض. وحالفني الحظ انهم لم يقتلوني فورا.
احد الجنود تقدم مني وصوب سلاحه نحوي وانهضني من مكاني وهو يدفعني في ظهري بعقب البندقية, نتيجة لذلك سقطت على الارض, واصبت بكدمات لدرجة ان الالام في ظهري ما زالت تلازمني حتى الان, بعد مرور عشرات السنين.
يقول ابو حسن "النساء والعجائز نقلوا إلى الفريديس بعد ان جردوهم من ممتلكاتهم الثمينة ومجوهراتهم. كل من كان بين العاشرة حتى المائة اقتيد للسجن. في البداية اخذوهم إلى زخرون يعقوب, وبعدها إلى "ام خالد", وكان من بينهم من ارسل إلى اماكن ابعد. انا قبعت في السجن في آخر المطاف مدة 11 شهرا".
محسن مرعي من مواليد الفريديس, كان في ذلك الحين فتى في السابعة عشرة من عمره, يقول انه كان بين اولئك الذين احضروا لدفن الموتى. "وصلنا بعد المعركة بيومين من اجل دفن الجثث. وقمت بادخال 40 - 45 جثة في احد القبور وادخلت 42 جثة في قبر آخر, وفي حفرة ثالثة ادخلت تسعة جثث. بعد ذلك كانت هناك حفرة اخرى لثلاث نساء قتلن هن ايضا".
الزمرة يعرفون حرفة القتل
في السابع والعشرين من ايار (مايو) 1948 بعد ايام من معركة الطنطورة سجل نفتالي (توليك) ماكوبسكي احد جنود الكتيبة 33 الذي شارك في العملية في يومياته: "ما تعلمته هنا هو ان الجنود يتقنون حرفة القتل بشكل جيد. كان هناك بعض الاشخاص اليهود الذين قتلوا على يد العرب. وقد انتقم الجنود انتقامهم الشخصي بالقنص. شعرت انهم ينفسون عن كل الغضب, ويخرجون كل الاسى والمرارة التي تراكمت في نفوسهم. شعرت ان وضعهم اصبح افضل بعد هذا العمل".
ماكوبسكي الذي سجل ذلك في دفتر يومياته, ورد في دراسة كاتس انه قتل في معركة "الشيخ مؤنس" في الاول من حزيران/ يونيو 1948.
"شيء غير طبيعي في منتصف الليل"
شهادات السكان تتحدث عن وادي القتل في المقبرة وعن اطلاق نار بلا تمييز في القطاع الشمالي من القرية.
احد الشهود هو مصطفى المصري (ابو جميل) البالغ من العمر 65 عاما. في هذا الاسبوع التقيت معه في الفريديس وهو في طريقه الى اداء الصلاة مثل الكثيرين غيره. ابو جميل لم يتحمس للحديث عن الامر الا انه قال في آخر المطاف: "في الساعة الثانية عشرة ليلا سمعت بوجود شيء غير طبيعي وان الحرب قد بدأت. كنت في ذلك الحين في الثالثة عشرة من عمري فتوجهت لوالدي وسألته عن هذه الضجة فقال بان هناك شيئا بين الجيران على ما يبدو".
لم يكن والده مرتاحا للامر على حد قول ابو جميل في ذلك اليوم فطلب من كل افراد الاسرة البقاء في البيت. عندما رأى ان القرية قد احتلت اقترح على جيرانه من قرية جسر الزرقا ان يبقوا في بيته. وكان يعرف الكثيرين من اليهود في الجوار فأمل ان يصل احد من معارفه اليهود ليساعدنا في الخلاص من هذا الموقف. وهذا ما حدث اذ قدم لبيتنا جندي كان يعرف الاسرة جيدا. "انت تعرفنا منذ 20 سنة" قال له والد المصري الا ان الجندي رد عليه "اياك ان تقول شيئا كهذا فانا لا اعرف احدا منكم"، الوالد رد عليه وهو مكسور الخاطر "ان كان هذا ما تقوله فلا تقدم معروفا لاحد، انا لا اريد منك أي شيء". _________________
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
موضوع: رد: الطنطورة - قضاء حيفا الإثنين سبتمبر 07, 2009 12:25 pm
غادر الجندي المكان ونقل المسؤولية عن عائلة المصري الى جندي آخر. هذا الجندي ابعد مصطفى وشابا مريضا آخر وبعد ثوان معدودات عندما كانوا على مسافة (15) مترا من البيت سمعوا صوت اطلاق النار وفهموا انهم قد قتلوا كل ابناء الاسرة - 12 فردا.
ابو جميل تحدث ايضا عن قاتل يهودي تجول في شوارع البلدة واطلق النار على المارة بشكل عشوائي كما يحلو له وبدون سبب بعد ان انتهت المعركة بساعات. "دافيد شيلي ناشده ان يكف عن اطلاق النار على العزل وكأنهم طيور بط ولم يكف عن فعلته الا بعد جدل طويل".
"ذبحوا داخل بيوتهم"
الموقع الثالث الذي ذبح فيه مشردو الطنطورة حسب شهاداتهم - اضافة الى المقبرة والشوارع - كان في داخل البيوت خلال البحث عن السلاح. الشهود رووا أن كل فتى القي القبض عليه خضع للتحقيق حول "سلاح موجود" بحوزته. الجنود اخرجوا المعتقلين لبيوتهم لجمع الاسلحة. "خرج الجنود مع السلاح الا ان الشبان لم يخرجوا من تلك البيوت ابدا" قال الشهود.
وحسب قولهم المذبحة تواصلت ساعات طويلة وهم يعتبرون لحظة وقفها بمثابة معجزة. "التحضيرات للاعدام استكملت تقريبا" قال الزوجان زراع لكاتس". جاء سكان زخرون يعقوب فجأة ليحاولوا انقاذنا في اللحظة الاخيرة. نشب جدل حام بين سكان زخرون يعقوب وبين الجنود. العسكر لم يرغبوا في التنازل الا ان سكان زخرون وقفوا حائلا بيننا وبين الجنود واصروا على ان لا يمس الجنود أي واحد من السكان المحليين. اذ كانوا يعرفون جميع من في القرية ولو تأخر سكان زخرون ربع ساعة لانتهى كل شيء".
"عندما اخرجونا من البيت" اضافت ميسر "مررنا من امام جثث كثيرة واجهشت الناس خاصة النسوة بالبكاء وهن يشاهدن جثث الموتى الكثيرة". الجنود اوقفوا الرجال في طابور مثل ابقار معدة للذبح. وبينما كنا في القرية جمعوا القتلى في كومة واحدة على ارتفاع عدة امتار واحضروا جرارا كبيرا وحفروا حفرة عميقة ضخمة والقوا فيها الجثث. انا متأكدة انهم كانوا ينوون ابادة كل أهل القرية ولولا تدخل سكان زخرون يعقوب لما بقي احد حيا من الطنطورة".
"أنا لست قاتلا وليس لدي ما أخفيه"
أحد قادة اليهود الذي اجريت معه مقابلة في اطار بحث كاتس ويدعى مردخاي سوكولر من زخرون يعقوب وعمره اليوم ثمانين عاما، قاد في عام 1948 جنود لواء الكسندروني للطنطورة. في هذا الاسبوع حدثنا سوكولر قائلا: "تقدمنا الى داخل القرية وفجأة سمعنا صوت الرصاص فبدأنا نطلق في كل الاتجاهات لاننا لم نعلم من أين تأتي النيران".
يقول سوكولر انه شاهد في اليوم التالي عشرات الجثث ملقاة في انحاء القرية ويضيف: "حفرنا حفرة كبيرة قبالة خطوط السكة الحديدية في خابية الزجاج (بناء موجود في المكان حتى اليوم) وهناك وضعنا الجثث كما وجدناها بملابسها بمساعدة سبعة من سكان قرية الفريديس، وكانت وجوه القتلى العرب معصوبة بالكوفيات. صفوفا صفوفا في قبر جماعي ضخم، لم يكن هناك أي تسجيل للقتلى ولكني اذكر اننا أحصينا العدد ووصلنا الى 230 تقريبا".
هذه الامور كما يكتب كاتس في بحثه تتناقض مع اقوال شاهد آخر واسمه ابو فهمي الذي ذكر له انه سجل بنفسه في دفترين اسماء القتلى ووصل الى أعداد أقل بكثير، الى جانب ذلك دارت شهادة ابو فهمي حول يوم احتلال القرية فقط بينما قال عدة اشخاص في شهاداتهم في اطار البحث ان دفن شهداء الطنطورة تواصل لعدة ايام.
سوكولر يتذكر كيف تكون في المكان "جبل موت" ضخم بعد يومين من عملية الدفن بسبب انتفاخ الجثث في القبر الجماعي، ولم يعد هذا الجبل الى حاله الا بعد اسبوعين. "ضمير سوكولر" مرتاح تماما بالنسبة لما حدث في الطنطورة. "أنا مقاتل" يقول بعد 52 سنة" وهذا الامر حدث في اطار المعركة حيث اطلقوا النار علينا، لم نعرف من أين تأتي النيران ولذلك اطلقنا النار في كل الاتجاهات. أنا لست قاتلا وليس لدي ما أخفيه" سوكولر يضيف انه لم تجر مذبحة في داخل البيوت وفي المقبرة كما يقول اللاجئون.
لكن كاتس يكتب في بحثه بأن سوكولر مثل غيره من الشهود لم يكن متواجدا في موقع القتل الذي حدث في مكان آخر من القرية.
"بحث عن مبررات محتملة"
حالول كاتس في بحثه فهم واكتشاف السبب الذي دفع جنود الكسندروني للتصرف على النحو الذي تصرفوا فيه، أحد الاسباب المحتملة التي يطرحها في بحثه تزعم ان الجنود اليهود مروا بتجربة صدمة قبل معركة الطنطورة بأسبوع. حيث قتل اثنان من زملائهم داخل سيارة ..
في محاولة من كاتس لاكتشاف اسباب محتملة اخرى كانت وراء ما حدث توجه الى الحنان عناني الذي كان في العشرين من عمره في حينه والحق في عملية الطنطورة للسرية (أ). عناني كان قد قدم للبلاد قبل ذلك بخمسة عشر عاما بعد ان فر مع ابناء عائلته من النازيين.
يقول كاتس ربما كان هذا سبب بحثه عن تفسيرات لما حدث في الطنطورة.
خلافا للجنود الآخرين من الوحدة الذين لم يذكروا ظاهرة القتل الجماعي قال عناني لكاتس: "صدقني لقد شغلني خلال كل السنوات الطويلة التي مرت السؤال حول ما حدث في ذلك اليوم في الطنطورة. من المحتمل ان يكون ما حدث مرتبطا بفقداننا قبل ذلك بأسبوع لعدد كبير من خيرة زملائنا في معركة كفر سابا العربية، الامر الذي جعل الجنود يخوضون معركة الطنطورة وهم مشبعين بمشاعر الانتقام".
عناني قال ايضا انه في عدد كبير من الوحدات بما فيها وحدته كان الجنود متعطشين للدم بشكل غير عادي، وفي بعض الاحيان كان من الصعب جدا السيطرة عليهم. "الى جانب ذلك لم تكن هناك سياسة واضحة بصدد اطلاق النار على الناس بعد استسلامهم".
اللواء احتياط بنتس فريدان قائد العملية في الطنطورة وبعدها قائد لواء الكسندروني اكد ان عددا كبيرا من السكان المحليي العرب قد قتل في معركة الطنطورة، "هذه كانت حربا وفي الحرب، خصوصا التي تجري في منطقة سكنية، يقتل الناس، عندما ترى عدوا امامك ليس على جسده ورقة كتب عليها انه لا ينوي قتلك. انت تبادر لاطلاق النار عليه، على هذا النحو انتقلنا من شارع لشارع، وبذلك قتل عدد كبير من الناس".
فريدان يرفض بشدة الشهادات حول حدوث مذبحة جماعية في المقبرة وحول قتل الناس داخل بيوتهم.
ابراهام أمبر الذي كان ضابط قسم في اللواء العسكري ويبلغ اليوم 73 عاما يعبر عن تحفظه من بحث كاتس. "في كل مرة يظهر صديق ما ويشعر بالحاجة الى القول ان اليهود قتلوا العرب، لماذا لا يحققون في كل اعمال القتل التي اقترفها العرب ضد اليهود؟" حسب قوله.
شلوم نتانلي في الرابعة والسبعين من العمر، ويقول عن نفسه انه كان اول من اقتحم القرية، يرفض هو الآخر الشهادات حول حدوث المذبحة. "قمنا بجمع الاسرى ووضعناهم بجانب المسجد، وهناك قلنا لهم: ها هي الطريق نحو طولكرم، اذهبوا الى هناك مباشرة ومن سيخرج عن الطريق سنقتله. ولم يقم أي جندي باطلاق النار على أي مواطن، صحيح ان عددا كبيرا من سكانا القرية قد قتل وقد يصل عددهم الى العشرات ابان المعركة. قمنا بالانتقال من بيت الى بيت وألقينا القنابل داخل البيوت، فاذا كان في داخلها نساء واطفال فمن الواضح انهم اصيبوا هم ايضا. لم يكن من الممكن في حينه التصرف على نحو آخر. في ذلك الحين كانت حرب وفي الحرب يقتل الناس. اليوم توجد طرق اخرى مع صواريخ وأسلحة اكثر اتقانا، ولكن ما الذي كان بامكاننا فعله في ذلك الحين؟".
".
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
موضوع: رد: الطنطورة - قضاء حيفا الإثنين سبتمبر 07, 2009 12:25 pm
" هل هي مؤامرة صمت"
الباحث كاتس ايضا لا يدعي بأن المذبحة كانت مبرمجة، وعلى حد قوله يوجد جنود كثيرون لم يكونوا يعرفون عن ان ما فعلوه في الطنطورة كان مذبحة، هذا كان قسما من حدث قتالي بالنسبة لهم، وهذا هو السبب ايضا وراء ميل كاتس للاعتقاد بأنه لم تكن هناك أي مؤامرة للتكتم على مذبحة الطنطورة.
"هل يمكن الاعتقاد بوجود مؤامرة للتكتم بين مئات الاشخاص خلال خمسين سنة من عمر قيام الدولة؟". يسأل كاتس ويجيب في الحال : لا مؤامرة ولا تكتم ولا حتى محاولة للتكتم. بعد اللقاءات التي اجريتها مع جنود لواء الكسندروني لم يتغير الانطباع عندي: فهؤلاء الجنود خاضوا في كل اسبوع تقريبا معارك ضارية وقسم من هذه المعارك كان مصيريا بدرجة كبيرة، وقسم آخر دافع بجسده عن خط الجبهة الاولى للشعب اليهودي في دولته الفتية في ايامها الاولى".
هناك سؤال آخر مقلق، وهو لماذا لم تحظ الاحداث - "مأساة الطنطورة" كما وصفها احد الناجين - بمكانة لائقة في التاريخ الفلسطيني؟ الجواب على ذلك معقد، يبدو ان مشردي القرية الذين بقوا في اسرائيل آثروا تناسي مذبحة الطنطورة والماضي والاندماج في واقع حياتهم الجديدة، ومن المحتمل ايضا ان يكونوا قد خافوا التحدث عن ذلك.
وبالنسبة للفلسطينيين؟، الامر ليس واضحا تماما، البحث الفلسطيني من حيث المبدأ لم يكرس حتى الآن الانتباه الجدير بالـ 423 قرية عربية التي مسحت عن وجه الارض ابان حرب قيام اسرائيل، هذه الحقيقة مذهلة اذا اخذنا بالحسبان حقيقة انه لم يعد خلال عشر سنوات شهود أحياء للاحداث.
كاتس يعتقد بوجوب اكتشاف قرية تلو الاخرى وسرد حكايتها. ولكن طريقته في البحث التي استندت الى شهادات الناس الشخصية والتي وردت بعد خمسين سنة من الحدث تثير التحفظات في اوساط المؤرخين الاسرائيليين الذين يفضلون ان تكون أبحاثهم مستندة الى الوثائق المدونة. الشهادات الشخصية قد تكون تعاني من عدم دقة وتضارب.
كاتس مثلا يجد صعوبة بناء على دراسته في تحديد عدد القتلى الدقيق، وهو يعتقد ان العدد يصل الى 200 على الاقل. قراءة بحث كاتس تثير الانطباع انه لا يغامر في الاعتقاد بأن كل ما ورد في دراسته هو الحقيقة الصرفة. بعد هذه المدة الطويلة من الزمن يعرف هو ايضا انه من الصعب تحديد ما حدث هناك بالضبط. "الى جانب ذلك" يسأل كاتس: "هل يمكن لحقيقة انه لم تدون في أي مكان شهادة مكتوبة حول المذبحة الجماعية في الطنطورة ان تدحض شهادات عشرات الاشخاص الذين تحدثوا عن اعمال شاهدوها بأعينهم؟". لذلك فضل كاتس استغلال الشهادات الكثيرة التي جمعها وقارنها مع بعضها البعض ومع المصادر التي أخرجها من الارشيف (ارشيف الجيش الاسرائيلي) والتوصل في آخر المطاف الى استنتاجاته.
يقول كاتس "كل الشهادات مكتوبة أو شفوية"، "تحظى بالاحترام، ومن يود ان يبلور رواية حقيقية وأقرب الى ما حدث فعلا من الافضل له ان يستخدم كل الشهادات الممكنة في الموقع الذي جرت فيه الواقعة. يبدو ان هذه البداية المتواضعة تنطوي على تحد حقيقي وفعلي لباحثين آخرين، وان خدم هذا العمل الهدف - فسيكون ذلك مكسبا لنا".
كاتس طلب ان لا تجري معه مقابلة موسعة لهذه المقالة والسبب كما يقول: "خلال اشهر طويلة عكفت على اعداد الدراسة التي تضمنت عشرات من المقابلات مع لاجئي الطنطورة وعشرات من مقاتلي لواء الكسندروني الذين شاركوا في العملية، وأنا المسؤول عن الامور المدونة في الدراسة وعن الاستنتاجات المستقاة منها. أنا في هذه الايام أعد لرسالة الدكتوراة التي أنوي فيها معالجة قضية لاجئي احدى القرى الاخرى، لذلك لست اعتقد انه سيكون من الحكمة بمكان ان اقول اكثر مما ورد في الدراسة نفسها
ردود فعل بين تأييد وتحفظ
- د. مئير بعيل، مؤرخ.
"تيدي كاتس رجل نزيه ومصداق قدم رسالته الجامعية تحت اشراف اكاديمي، ولهذا فاني مع قناعته بأن كل ما ورد في هذا البحث صحيح. فقد جدد في هذا البحث اشياء لم أكن اعرفها. ولأسفي الشديد، فاني بعد ان قرأت البحث اعتقد ان تيدي محق". ويؤكد بعيل ان كاتس هو يساري مثله، ولكنه يشدد على انه هو ايضا كان سيسر لو لم تقع مثل هذه الامور. "فعندما تبدأ في بحث تاريخي فانك لا تعرف أين سينتهي. واحيانا قد تجد نفسك في دهشة من المستوى الاخلاقي واحيانا العكس. لقد قدم تيدي عملا بحثيا هاما. ومع ان هذا بحث موضعي عن قرية معينة الا انه يضيء زاوية هامة في ان ثمة حاجة اخرى للبحث والبحث فيها".
- البروفيسور يوآف جلبار، باحث في حرب 48، جامعة حيفا.
"أنا لا اقبل البحث. فكل بحث يقوم على اساس توثيق شهادات شفوية هو بحث مثير للجدل، ولا سيما في مجال بحث مشحون كهذا. ناهيك عن انه عندما تكون ثمة مشكلة في اثبات صحة الطرح".
حتى "الغزو العربي" في العام 1948، كما يدعي جلبار، لم يكن سوى هروب وليس طردا. ويضيف "ان اليهود يرون في الفلسطينيين مسؤولين عن الغزو وعن المعاناة التي سببوها. وعندها كان ثمة قيود أقل في السلوك تجاههم. ولكن الحديث يدور هنا حول قتل انتقائي وليس جماعي. فقد كان المقصود هو قتل اثنين - ثلاثة كي يهرب الباقون. وفي بعض الاماكن، ليس في طنطورة، كان لهذا مبرر عسكري كي لا يشكل المحليون طابورا خامسا" حسب قول البروفيسور جلبار.
- البروفيسور آسا كشير، واضع لائحة القواعد الاخلاقية في الجيش الاسرائيلي.
"في الطنطورة ارتكبت جريمة حرب، والقتلة، الذين عرفوا كيف يحموا حياة الاطفال بلا استثناء وحياة النساء تقريبا بلا استثناء، قتلوا العشرات من الرجال. والواجب هو ادخال هذا الفصل في قاموس طهارة السلاح، وفي الاوامر غير القانونية على نحو ظاهر".
ويصف البروفيسور كشير البحث بالمنطقي، الحذر والمتفهم، والذي يحاول ان يفهم تفكير الجنود في حينه، "مثلما في حالة الغضب الشديد الذي كان يتملكهم عما حصل لرفاقهم. وأنا لا اقبل مثل هذا الغضب كتبرير لارتكاب مثل هذه الاعمال، ولا يمكن ايقاف الناس في طابور على الجدار واطلاق النار عليهم".
وقال انه لا يوجد تقادم في جرائم الحرب - لا بالمفهوم الاخلاقي ولا بالمفهوم التربوي او القانوني.
ويعرب البروفيسور كشير عن قلقه من الشهادات عن الاعمال البشعة، ويشدد على وجوب اجتثاث مثل هذه الظواهر من الجذور. ويضيف: "يدورالحديث عن بحث هام يجب الانشغال به وعدم التحفظ منه والقول ان ما حصل هناك هو سيء جدا والحرص على عدم تكراره ثانية".
ويعتقد انه اذا كان يمكن العثور على الموقع الذي دفنت فيه الجثث، فيجب عمل ذلك والحرص على ان يظهر هذا الموقع ويكون فيه نصب يكتب عليه "الاحترام والمعذرة".
- البروفيسور يوسي بن آرتسي، دائرة دراسات "ارض اسرائيل" في جامعة حيفا.
"البحث لم يرق لي، فهو يقوم على اساس الشهادات بدون توثيق للحقائق، هذا بحث مغرض يعطي الانطباع اننا حددنا الهدف بداية ثم بحثنا عن المبررات، وحتى لو كانت هناك نواة حقيقة ما في هذه القصة. فلا يمكن لك ان تورد في بحث من هذا القبيل كل كلمة سمعتها. ناهيك عن ان البحث مكتوب بشكل غير جيد. فالتاريخ الشفوي يستند الى شهادات شفوية لا تسندها امور اخرى. ولهذا فقد أزعجني نهج البحث وطريقة الكتابة وحقيقة ان دائرة الشرق الاوسط لم تقدم البحث لشخص نقدي خارج الدائرة.
- د. ايلان بابيه، مؤرخ، جامعة حيفا.
"هذا عمل بحثي في غاية الاهمية، فهو يدمج للمرة الاولى التاريخ الشفوي مع الشهادات، ويمكن لنا ان نرى في دمج هذين المصدرين اعادة لتصوير قصة العام 1948 تصويرا أكمل وأعمق. ويقربنا هذا التصوير اكثر فأكثر من الذاكرة الجماعية الفلسطينية لهذه الحرب، ومن خلالها نصبح على علم أكبر بحجم ومعنى النكبة الفلسطينية. ان بحث كاتس هو نموذج يقتدى به لمزيد من الابحاث عن قرى اخرى لم يجر حتى الآن البحث فيها وذلك فقط لانه لم يتوفر حولها توثيق كامل في الارشيف الاسرائيلي".
ويشير د. بابيه الى انه لم تجر حتى الآن الكتابة عن طنطورة لانه لم يتوفر في الارشيف ما يكفي من المواد حول القضية، وكاتس هو أحد الاوائل الذين فكروا بمقابلة الاشخاص الذي يقال انهم نفذوا الاعمال الشنيعة بحق السكان المحليين".
ويكشف بابيه النقاب عن ان الكتاب الجديد للباحث الفلسطيني الدكتور شريف كناعنه يشير الى ظاهرة ذبح مركز بحق السكان العرب قرب المدن الكبرى لحمل سكانها على الهرب. ويجمل بابيه قائلا: "انني مسرور من ان الجامعة تجاوبت مع كاتس في هذا الموضوع، وآمل ان يكون هذا بداية اولى للبحث في التاريخ الذي لا يستند فقط الى طهارة الوثيقة المدونة".
- الناطق العسكري الاسرائيلي.
"حسب المعلومات المتوفرة لدى الجيش الاسرائيلي فانه لا يوجد أي دليل على وقوع مذبحة بحق سكان طنطورة في اثناء احتلال القرية في ايار (مايو) 1948، ولا علم للجيش الاسرائيلي عن بحث جديد لجامعة حيفا. وبعد ان نحصل على معطيات البحث سيكون بامكاننا ان نجري في الجيش فحصا مجددا للموضوع
".حقوق النشر تابعة لموقع انتفاضة فلسطين _________________
عاشق تراب العراق قلم نشيط
عدد المساهمات : 720
موضوع: رد: الطنطورة - قضاء حيفا الأربعاء سبتمبر 09, 2009 3:27 pm
لينة سامي قلم متألق
عدد المساهمات : 1997
موضوع: رد: الطنطورة - قضاء حيفا الأربعاء سبتمبر 16, 2009 8:36 am