مدينة عكا
عكا من المدن الكنعانية القديمة ، أسسها الجرجاشيون الفينيقيون على موقع
يسهل الدفاع عنها ، بين رأس الناقورة وجبل الكرمل وجبال الجليل ومستنقعات
النعامين . ودعوها باسم "عكو" بمعنى الرمل الحار ، وأطلق عليها الفراعنة
اسم " عكا " ، واليونانيون اسم " بتوطايس" .
وقد شهدت عكا كل الغزاة الذين غزوا فلسطين وقاومتهم على مدى القصور منذ
الفراعنة حتى العثمانيين ، ولا ينسى التاريخ تحطم أحلام نابليون في
الاستيلاء على الشرق تحت أسوار عكا الحصينة . وتعد مدينة عكا مركز القضاء
الذي نحمل اسمها " قضاء عكا " الذي يقع إلى الشمال الغربي من فلسطين ،
ويحده من الشمال الحدود اللبنانية ، ومن الشرق قضاء صفد وطبرية ، ومن
الغرب البحر المتوسط ، ومن الجنوب قضاء الناصرة . ويضم القضاء بالإضافة
إلى مدينة عكا التي تقع على الطرف الشمالي من خليج عكا ، حوالي (52) قرية
، و(8) عشائر بدوية .
وتبلغ مسحة أراضي القضاء 799663 كم2 وتبلغ مساحة أراضي مدينة عكا 4120
دونما . وقدر عدد سكانها في عام 1922 (6420) نسمة ، وفي عام 1945 (12360)
نسمة .
احتلت القوات البريطانية مدينة عكا في 24 /9/1918 فهب أهلها للدفاع عنها ،
وكان لأهالي عكا دور في كل الانتفاضات والمظاهرات والمؤتمرات والثورات
الفلسطينية ضد الإنجليز وأعوانهم اليهود . وبعد انسحاب القوات البريطانية
واشتعال الحرب دافع العكاويون عن مدينتهم حتى امتد القتال من دار إلى دار
، ومن شارع إلى شارع أن سقطت بأيدي المنظمات الصهيونية المسلحة ، وذلك
بفضل ما تملكه من أحدث آلات الحرب من المصفحات والمدافع والزوارق الحربية
، وأدى الاحتلال إلى تشريد بعض أهالي عكا .
وتعتبر عكا ذات موقع اقتصادي وتجاري بفضل ميناؤها الذي يعد من أهم مواتئ
فلسطين لصيد الأسماك . كما تعتبر ذات موقع أثري هام ، فهي تحتوي على
العديد من الآثار والمعالم والأماكن الأثرية القديمة من أغلب العصور
التاريخية فهناك : السوق الأبيض ، وحمام الباشا ، وخان العمدان ، والقلعة
، وأسوارها الحصينة ، والممر المائي ، وجامع الجزار وغيرها .
ومن أبرز أبناء مدينة عكا المرحوم أحمد الشقيري مؤسس وأول رئيس لمنظمة
التحرير الفلسطينية عام 1964م . وأيضا الشهيد المناضل غسان كنفاني أحد
أبرز فرسان الفكر والقلم الذي اغتالته أيدي الإرهاب الصهيوني في بيروت
بتاريخ 8/7/ 1972 .
2009حقوق النشر