بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت إيراد مقولة لابن القيم - رحمه الله - عن فضل ومنافع تدبـّـــــــر القران ..
ومن منا لايطمح ولايتمنى تحصيل أحد هذه المنافع .. إن لم تكن جميعها ..!..
أسأل الله ألا يجعل أكبر همّنا في رمضان أن نتسابق بكثرة قراءة حروفه .. دون انتباه للمقصود الأساسي والمنفعة الحقيقية من قراءة كلام الله - جل في علاه - ..
يقول ابن القيم – رحمه الله - :
فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده ، وأقرب إلى نجاته : من تدبر القرآن ، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته ؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُلُّ في يده(تضع) مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله. وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه.